تعرف على تاريخ أقدم مدينة فى تاريخ الحضارة المصرية القديمة
عقب حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار فى مكتبة الإسكندرية، على زعم أثريين من إسرائيل، أنهم اكتشفوا أقدم معبد فى العالم “جوبكلى تبه” فى تركيا عمره 11 ألف سنة بنى وفق مخطط موحد وأن البناة كانوا على معرفة جيدة بفن العمارة، قائلا : إنه فى فترة العصر الحجرى الحديث شاع مثل هذا النوع من الأبنية فى مصر وبلاد الشرق الأدنى القديم، ومنها بلاد الأناضول، وحاول البعض تحديد عمرها الزمنى في ظل غياب الوثائق المكتوبة، وكذلك حاول البعض تحديد وظيفة هذه الأبنية والمقاصير، ومال البعض إلى اعتبارها أبنية ذات طبيعية دينية أو ترتبط بالفلك ورصد حركة النجوم، غير أن تحديد زمنها بدقة ما يزال محل جدل.
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، أنه فى مصر، على سبيبل المثال، عثرت البعثة الأمريكية المشتركة برئاسة العالم الأمريكي فريد ويندورف عام 1998م على دائرة من الكتل الصخرية كان فى داخلها مجموعة من البلاطات الحجرية المنصوبة فى منطقة نبتة بلايا في جنوب مصر، حوالي 170 كم غرب أبو سمبل بالصحراء الغربية، وعلى بعد 30 كم شمال حدود السودان، وقد أظهر التحليل أنه تم إنشاء هذه الدائرة الصخرية من أجل مراقبة ورصد النجوم وذلك بعد دراسة الموقع من قبل البعثة.
وتابع، وكانت الأمطار تتوافر بكثرة في منطقة نبتة بلايا بكميات متفاوتة وفي أزمنة مختلفة، ولكن منذ حوالى 12000 قبل الميلاد، بدأت الأمطار الصيفية تتجه نحو الشمال الشرقى للقارة مكونة بحيرات مائية بجانب الجبال ومنها بحيرة نبتة، والتى كانت من أكبر بحيرات هذه المنطقة، وساعدت المياه على نمو الحشائش والنباتات والأشجار فتجمع أعداد كبيرة من الحيوانات المختلفة لتتغذى عليها أمثال الزراف والغزال والظبى والجاموس والفيل والفهد وأنواع حيوانات كثيرة، وعاش الإنسان المصري القديم هناك فى أزمنة متعاقبة وكانت تكثر أعداده عندما تتوافر المياه، وتقل، بل ويهجرها الإنسان المصري القديم، إذا اختفت الأمطار المتفاوتة الغزارة أو بسبب عوامل التبخر، وكانت نبتــة بلايا مأهولة بالسكان منذ 12000 مضت، وربما تعود هذه الدائرة من الكتل الحجرية غير المحددة الزمن بعد والمذكورة آنفًا إلى هذا التاريخ أو بعده.
وأكد الدكتور عبد البصير، إننا لا نعرف على وجه التحديد زمن هذا البناء المكتشف فى تركيا، كذلك لم يقدم المكتشفون الدليل الذى استخدموه فى تأريخهم للمبنى، وكذلك لم يقدموا لنا الدليل أيضًا على هوية ووظيفة هذا المبنى، وأعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن عمر أو وظيفة المبنى إلا بعد إجراء دراسات دقيقة وعميقة عليه مع مقارنة هذا المبنى المكتشف الحديث مع النماذج السابقة عليه والمماثلة له في مصر والشرق الأدنى القديم.