الأدب
“سبب الخروج من الجنة” احتجاج سيدنا آدم والنبى موسى.. ما قاله التراث الإسلامى
ناقشت الكتب التراثية فكرة”الخروج من الجنة” بصور مختلفة، منهم من حمل سيدنا آدم السبب ومنهم من برأه، ومنهم من حمل أمنا “حواء” السبب ومنهم من برأها، وقد أجرى التراث الإسلامى مجادلة بين سيدنا آدم وسيدنا موسى حول هذه المسألة، ذكرها كتاب “البداية والنهاية” للحافظ بن كثير.
جاء فى كتاب البداية والنهاية تحت عنوان “احتجاج آدم وموسى عليهما السلام”:
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: “حاجَّ موسى آدم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني”
قال رسول الله ﷺ: فحجَّ آدم موسى.
وقد رواه مسلم، عن عمرو الناقد، والنسائي، عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن أيوب بن النجار به.
قال أبو مسعود الدمشقى: ولم يخرجاه عنه في (الصحيحين) سواه.
وقد رواه أحمد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبى هريرة.
ورواه مسلم، عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا أبو شهاب، عن حميد، بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
“احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة.
فقال له آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته، وبكلامه، تلومني على أمر قدر عليَّ قبل أن أخلق.
قال رسول الله ﷺ: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى مرتين.
قلت: وقد روى هذا الحديث البخاري، ومسلم، من حديث الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبى ﷺ نحوه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
“احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة.
قال: فقال آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، تلومني على عمل أعمله كتبه الله علي، قبل أن يخلق السموات والأرض.
قال: فحج آدم موسى”.
وقد رواه الترمذي، والنسائي، جميعًا عن يحيى بن حبيب بن عدي، عن معمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش به.
قال الترمذي: وهو غريب من حديث سليمان التيمى، عن الأعمش، قال: وقد رواه بعضهم عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى سعيد، قلت: هكذا رواه الحافظ، أبو بكر البزار فى (مسنده)، عن محمد بن مثنى، عن معاذ بن أسد، عن الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى سعيد.
ورواه البزار أيضًا: حدثنا عمرو بن على الفلاس، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، أو أبى سعيد، عن النبي ﷺ، فذكر نحوه.
وقال أحمد: حدثنا سفيان عن عمرو، سمع طاووسًا، سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله ﷺ:
“احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة.
فقال له آدم: يا موسى أنت الذى اصطفاك الله بكلامه، وقال مرة: برسالته، وخطَّ لك بيده، أتلومنى على أمر قدره الله على، قبل أن يخلقني بأربعين سنة.
قال: حج آدم موسى، حج آدم موسى، حج آدم موسى”.
وهكذا رواه البخارى، عن على بن المدينى: حدثنا عن سفيان، قال: حفظناه من عمرو، عن طاووس، قال: سمعت أبا هريرة عن النبى ﷺ:
“قال احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة”.
فقال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده، أتلومنى على أمر قدره الله على، قبل أن يخلقنى بأربعين سنة، فحج آدم موسى، فحج آدم موسى” هكذا ثلاثًا.
قال سفيان: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة، عن النبي ﷺ مثله.
وقد رواه الجماعة إلا ابن ماجه، من عشر طرق، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبى هريرة، عن النبى ﷺ بنحوه.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد عن عمار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:
“لقي آدم موسى، فقال: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك الجنة، ثم فعلت.
فقال: أنت موسى الذي كلمك الله، واصطفاك برسالته، وأنزل عليك التوراة، أنا أقدم أم الذكر.
قال: لا بل الذكر. فحج آدم موسى”.
قال أحمد: وحدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، وحميد عن الحسن، عن رجل قال حماد: أظنه جندب بن عبد الله البجلي، عن النبي ﷺ:
” قال لقي آدم موسى… ” فذكر معناه. تفرد به أحمد من هذا الوجه.
وقال أحمد: حدثنا الحسن، حدثنا جرير، هو ابن حازم، عن محمد هو ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
“لقي آدم موسى، فقال: أنت آدم الذى خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، ثم صنعت ما صنعت.
قال آدم: يا موسى أنت الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة.
قال: نعم.
قال: فهل تجده مكتوبًا علي قبل أن أخلق؟
قال: نعم.
قال: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى”.
وكذا رواه حماد بن زيد، عن أيوب، وهشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رفعه.
وكذا رواه علي بن عاصم، عن خالد، وهشام، عن محمد بن سيرين، وهذا على شرطهما من هذه الوجوه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، أخبرني أنس بن عياض، عن الحارث بن أبى ذباب، عن يزيد بن هرمز، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ:
“احتج آدم وموسى عند ربهما، فحج آدم موسى.
قال موسى: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنته، ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك.
قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته، وكلامه، وأعطاك الألواح، فيها تبيان كل شيء، وقربك نجيًا، فبكم وجدت الله كتب التوراة؟
قال موسى: بأربعين عامًا.
قال آدم: فهل وجدت فيها “وعصى آدم ربه فغوى”؟
قال: نعم.
قال: أفتلومنى على أن عملت عملًا كتب الله علي أن أعمله، قبل أن يخلقنى بأربعين سنة.
قال: قال رسول الله ﷺ: فحج آدم موسى”.
قال الحارث: وحدثني عبد الرحمن بن هرمز بذلك، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ.
وقد رواه مسلم، عن إسحاق بن موسى الأنصاري، عن أنس بن عياض، عن الحارث، بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن يزيد بن هرمز، والأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، بنحوه.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ:
“احتج آدم وموسى، فقال موسى لآدم: يا آدم أنت الذي أدخلت ذريتك النار. فقال آدم: يا موسى اصطفاك الله برسالاته، وبكلامه، وأنزل عليك التوارة، فهل وجدت أن أهبط؟ قال: نعم. قال: فحجه آدم”، وهذا على شرطهما، ولم يخرجاه من هذا الوجه.
وفي قوله: أدخلت ذريتك النار، نكارة.
فهذه طرق هذا الحديث، عن أبي هريرة، رواه عنه حميد بن عبد الرحمن وذكوان أبو صالح السمان، وطاووس ابن كيسان، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمار بن أبي عمار، ومحمد بن سيرين، وهمام بن منبه، ويزيد بن هرمز، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
وقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في (مسنده)، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال:
حدثنا الحارث بن مسكين المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر بن الخطاب، عن النبي ﷺ قال:
“قال موسى عليه السلام: يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا، ونفسه من الجنة، فأراه آدم عليه السلام.
فقال: أنت آدم؟
فقال له آدم: نعم.
قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك الأسماء كلها؟
قال: نعم.
قال: فما حملك على أن أخرجتنا، ونفسك من الجنة؟
فقال له آدم: من أنت؟
قال: أنا موسى.
قال: أنت موسى نبي بني إسرائيل، أنت الذي كلمك الله من وراء الحجاب، فلم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟
قال: نعم.
قال: تلومني على أمر، قد سبق من الله عز وجل القضاء به قبل.
قال رسول الله ﷺ: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى”.
ورواه أبو داود، عن أحمد بن صالح المصري، عن ابن وهب به.