الأدب
عادل إمام وفرج فودة.. الفنان يقدم فيلما ويتحدى الإرهاب من أجل المفكر
الفن والفكر وجهان لعملة واحدة، هذا ما يكشفه الفنان عادل إمام الذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 80، ومما يحسب فى تاريخ الفنان الكبير علاقته بالمفكر الراحل “فرج فودة” وهو ما نستعرضه فى التقرير التالى.
فى 8 يونيو 1992 انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافى أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام (الجمعية المصرية للتنوير) بشارع أسما فهمى بمصر الجديدة، حيث مكتب فرج فودة، وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلى فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، ومات فرج فودة وانفعل المجتمع المصرى رافضا هذه الجريمة، وكان من أبرز الرافضين الفنان عادل إمام.
وقد ذكر الكاتب الصحفي الراحل محمود صلاح الذى كان رئيسا لتحرير صحيفة “أخبار الحوادث” فى إحدى المواقع الإخبارية، أنه فور سماعه بخبر إطلاق النار على المفكر المصرى الراحل، سارع بالذهاب لمكتب فودة، وهناك أبلغوه بنقله لإحدى المستشفيات القريبة، فذهب إليها ليجد الفنان الكبير عادل إمام والكاتب الصحفي عادل حمودة يقفان بجوار غرفة العمليات التي يتواجد بها المفكر الراحل.
وأضاف محمود صلاح “كان فودة مصابا بإصابات خطيرة في الكبد والأمعاء، وظل ينزف لفترة طويلة وطلب الأطباء كميات كبيرة من الدم له، وعلى الفور أبدى عادل إمام وعادل حمودة استعدادهما للتبرع وشاركتهما نفس الاستعداد، وبعد تحليل فصيلة الدم كانت المفاجأة أن فصيلة دمنا نحن الثلاثة هي نفس فصيلة المفكر الراحل”.
وقال صلاح “لقد تبرعنا بكميات مناسبة، وكان لدينا أمل أن تساهم في إنقاذه وجلسنا نترقب، وندعو الله أن ينجح الأطباء في إنقاذ حياته، حتى خرج الطبيب المعالج وأعلن أمامنا وفاة المفكر الكبير وبعدها فوجئنا بعادل إمام ينهار باكيا وبحرقة ويسقط على الأرض من شدة تأثره وبكائه”.
وكشف “محمود صلاح” أن “عادل إمام كان من الأصدقاء المقربين للمفكر الراحل، وكان يزوره كثيرا ويلتقيان معا في مناسبات عدة، فقد توافقا واتفقا فكريا على مواجهة العنف والإرهاب والتطرف، المفكر الراحل بقلمه، وعادل إمام بفنه، وكان فودة داعما لإمام في مواجهته للتطرف والإرهاب بالفن، ومساندا للزعيم عندما عرض مسرحيته الشهيرة “الواد سيد الشغال” 1988 فى أسيوط وقت أن كانت المحافظة تئن جراء عمليات الإرهاب.
وأضاف أن الفنان عادل إمام كان من المتلقين لعزاء الكاتب الراحل بجانب أسرته.
وقال إن فودة نجح في كشف وفضح التيارات الأصولية المتطرفة ودعاه الانغلاق والرجعية وكان سابقا لعصره. وتوقع ما يمكن أن تفعله بمصر والمنطقة، ولذلك قتلوه بعدما رأوا أنه سيكون خطرا عليهم وعلى أفكارهم.
ليس ذلك فقط، فقد رسخت السينما شخصية فرج فودة من خلال فيلم “الإرهابي” الذي تم إنتاجه عام 1994 وكان من تأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال، وبطولة عادل إمام.
وتدور أحداثه حول شاب ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعد تنفيذه لإحدى العمليات الهجومية الإرهابية، يتم إصابته نتيجة حادث سير، وتضطره الظروف للإقامة مع أسرة وسطية، وبعد العيش معهم والاحتكاك بهم يكتشف أنه كان يتعامل مع المجتمع بمعتقدات خاطئة.
ويتطرق الفيلم فى دقائق معدودة لحادثة اغتيال المفكر فرج فودة الذى كان يؤدي شخصيته الممثل محمد الدفراوى تحت اسم “فؤاد مسعود”.