الصحة

الموت الأسود.. كيف اجتاح الطاعون البشرية وتسبب فى وفاة 200 مليون شخص

الموت الأسود أو الطاعون يعد من أخطر وأكثر الأوبئة انتشارا في العالم، وهذا الوباء تسبب في دفع الكثير من الدول إلى أموال طائلة، لكي تتصدى له البلاد، بعد أن تسبب في  وفاة ما يقدر بـ 75 إلى 200 مليون شخص.

وبلغت ذروة هذا الوباء في أوروبا خلال السنوات 1346- 1353، بينما تعرضت إنجلترا له في السنوات التالية 1665-1666، وتسبب في وفاة ربع سكان لندن، أي حوال 100000 شخص في 18 شهرًا أي سنة ونصف السنة.

وقال تقرير منشور عبر موقع ” theweek“، أنه على الرغم من وجود العديد من النظريات والأبحاث التي أجريت عن وباء الطاعون، إلا أنه  لم يقدم أحد حتى الآن إجابة قاطعة عن سبب انتهاء هذا الوباء.

وأشار التقرير إلى أن هناك بعض المخاوف التي تؤكد أنه بسبب تغير المناخ في العالم، يتسبب في إمكانية ظهور المرض في العالم مرة أخرى. وأضاف التقرير أن الموت الأسود أو وباء الطاعون، وهو مرض تسببه بكتيريا تدعي يرسينيا بيستيس التي تنتشر بين القوارض البرية، ونشأ المرض في الصين وانتشر على طول الطرق التجارية عبر أوروبا ووصل إلى الجزر البريطانية من مقاطعة جاسكوني الإنجليزية، ويعتقد أنه انتشر عن طريق الفئران المصابة بالبراغيث، وكذلك الأفراد الذين أصيبوا في الدول، وعندما أصبح الفيروس محمولًا في الجوا أصبح انتشار أسرع من إنسان لآخر.

الطاعون
الطاعون

وفي السنوات بين 1346 و1353 دمر الطاعون وتسببة في وفاة نسبة عالية من السكان، وأشار أحد المراقبين إلى أن “المناطق والأحياء كانت تكفي بالكاد لدفن الموتى”، بحسب History Extra.

وقال أنتوني فوسي، رئيس المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية: “إن الطاعون ظهر في القرن الرابع عشر، وكان السبب بكتيريا يرسينيا بيستيس الموجودة في الفئران الحاملة للبراغيث، ويتم انتقاله عن طريق لدغة البرغوث للإنسان”.

 

كيف انتهى وباء الطاعون؟

النظرية الأكثر شيوعًا حول كيفية انتهاء وباء الطاعون هي من خلال تنفيذ الحجر الصحي، الذي يتم عن طريق إبقاء الأشخاص غير المصابين في منازلهم، ولا يتعاملون مع أشخاص آخرين، ولا يغادرون منازلهم إلا في الضرورة، وكان ينصح في ظل انتشار الطاعون بمغادرة الأشخاص المناطق الأكثر كثافة سكانية ليعيشون في مكان قليل الكثافة السكانية.

وأشار الباحثون إلى أنه يعتقد أيضًا أن الاهتمام بالنظافة الشخصية تعد من أهم النصائح التي أقبل عليها المواطنين، إلى جانب ممارسة حرق الجثث بدلاً من الدفن بسبب العدد الهائل من الجثث.

 

أعراض الطاعون

وقدم التقرير المنشور عبر موقع ” mayoclinic” العديد من الأعراض الخاصة بوباء الطاعون، مشيرا إلى أن هذا المرض ينقسم لثلاثة أنواع وهم دبلي وإنتاني دموي ورئوي، ولكل منهم أعراض مختلفة وهي:

– الطاعون الدبلي:

ويعد الأكثر انتشارا، ويتسبب في تورم العقد الليمفاوية والتهاب شديد فيها، وأعراضه هي:

– تورم في الإبط والرقبة، وتسبب أما عند اللمس، وتكون صلبة،

– ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

– قشعريرة.

– الشعور بالصداع.

– التعب والإرهاق الشديد.

– ألم شديد في عضلات الجسم.

– النوع الثاني  هو طاعون إنتان الدم

ويصاب البعض بهذا النوع من الطاعون عندما تتكاثر البكتيريا الخاصة بالوباء في مجري الدم، ومن أعراضه التالي:

– ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

– الضعف الشديد في الجسم.

– ألم  شديد في البطن.

– الإصابة بإسهال والقيء.

– يصاب البعض بنزيف من الفم أو  الأنف أو عند الإخراج.

– الطاعون الرئوي

يتسبب هذا النوع من الطاعون إلي التعرض للإصابة بمشاكل كثيرة في الرئة، ولكن هذا النوع يعد أقل الأنواع شيوعا، ولكنه ينتقل من شخص للأخر عبر الزذاذ، وأعراضه هي:

– السعال الذي يصاحبه في بعض الأحيان الدم عند البصاق.

– صعوبة شديدة في التنفس.

– الغثيان الشديد والقيء.

– ارتفاع شديد في حرارة الجسم.

– الصداع الشديد.

– الضعف العام في الجسم.

– ألم شديد في  الصدر.

وأكد التقرير أنه في بداية الشك أنك مصاب بالطاعون، يجب الذهاب المباشر إلى المستشفى، وسيقوم الفيروس الطبي بأعطاء المريض العديد من الأدوية التي أهمها المضادات الحيوية التي تساهم بشكل كبير في القضاء عليه وتحسن الحالة.

وباء الطاعون
وباء الطاعون

 

هل ما زال وباء الطاعون متواجدا في العالم؟

من عام 2010 إلى عام 2015 تم الإبلاغ عن 3248 حالة إصابة بالطاعون في جميع أنحاء العالم، وأسفر ذلك عن 584 حالة وفاة، حسب منظمة الصحة العالمية.

وأكثر الدول انتشر فيها الوباء هي أفريقيا وآسيا، وأمريكا الجنوبية، وتقول منظمة الصحة العالمية إن معظم الحالات التي أصيبت في  التسعينيات كانت في قارة أفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *