الأدب
من هم “الكرامية” ولماذا وصفهم أهل السنة والجماعة بأصحاب البدعة؟
واحدة من الفرق الكلامية الإسلامية هى فرقة “الكرامية” نسبة إلى مؤسسها وصاحبها الأول محمد بن كرام السجستانى، والتى تزعم أن الإيمان هو القول باللسان دون المعرفة بالقلب، فمن نطق بلسانه ولم يعترف بقلبه فهو مؤمن، وزعموا أن المؤمنين كانوا مؤمنين بالحقيقية، ويعتبرهم أهل السنة والجماعة من أهل البدع.
وبحسب موسوعة “الدرر السنية” ظهور هذه الفرقة كان في النصف الأول من القرن الثالث الهجرى، وأشهر رجالها هم: ابن كرام، التى إليه تنسب هذه الفرقة، وهو أبو عبدالله محمد بن كرام بن عراق السجستانى، المشهور بابن كرام، والمتوفى فى القدس سنة 255هـ، ذكر له جملة من المصنفات، منها: عذاب القبر، والتوحيد، ولكن لم يصل منها شىء، يقول عنه الذهبي: “المبتدع، شيخ الكرامية، كان زاهدا، عابدا، ربانيا، بعيد الصيت، كثير الأصحاب، ولكن يروى الواهيات”.
قال الشهرستانى في كتابه “الملل والنحل” مبينا طوائف الكرامية: “هم طوائف بلغ عددهم إلى اثنتي عشرة فرقة، وأصولها ستة: العابدية، والتونية، والزرينية، والإسحاقية، والواحدية، وأقربهم: الهيصمية، ولكل واحدة منهم رأى، إلا أنه لما يصدر ذلك من علماء معتبرين بل عن سفهاء أغتام جاهلين لم نفردها مذهباً، وأوردنا مذهب صاحب المقالة، وأشرنا إلى ما يتفرع منه”.
وقد ذهبت الكرامية إلى أن الإيمان قول باللسان فقط، وأنه شىء واحد لا يزيد ولا ينقص، ولا يستثنى فيه، وقال الإمام الأشعرى فى المقالات: (والفرقة الثانية عشرة من المرجئة: الكرامية، أصحاب محمد بن كرَّام، يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب، وأنكروا أن تكون معرفة القلب أو شىء غير التصديق باللسان إيمانا، وزعموا أن المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله كانوا مؤمنين على الحقيقة، وزعموا أن الكفر بالله هو الجحود والإنكار له باللسان).
وبحسب العديد من المصادر الإسلامية، فإن الكرامية جمعوا بين بدعة الإرجاء وإخراج العمل من الإيمان، وبين الشذوذ اللفظى فى تسميتهم المنافق مؤمنا، كما يعتبرونها فرقة من فرق المرجئة الذين خالفوا أهل السنة والجماعة فى حقيقة الإيمان.