الأدب
“إنى أشتهى من ثمار الجنة”.. تعرف على وصية آدم كما وردت فى التراث الإسلامى
كيف كانت نهاية سيدنا آدم؟ ما الذى قاله؟ ومن ورثه من أبنائه؟ هذه الأسئلة جزء من أسئلة كثيرة طرحتها قصة سيدنا آدم فى الكتب الدينية، وقد حاول البعض الإجابة عليها، ومن ذلك ما حدث فى كتاب “البداية والنهاية” لابن كثير.
قال كتاب “البداية والنهاية” تحت عنوان “وفاة آدم ووصيته إلى ابنه شيث”:
ومعنى شيث هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قتل هابيل، قال أبو ذر فى حديثه عن رسول الله ﷺ:
“إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف”.
على شيث خمسين صحيفة.
قال محمد بن إسحاق: ولما حضرت آدم الوفاة، عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار، وعلمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك، قال: ويقال إن انتساب بنى آدم اليوم كلها تنتهى إلى شيث، وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا والله أعلم.
ولما توفي آدم عليه السلام، وكان ذلك يوم الجمعة، جاءته الملائكة بحنوط وكفن من عند الله عز وجل من الجنة، وعزوا فيه ابنه ووصيه شيثًا عليه السلام.
قال ابن إسحاق: وكسفت الشمس والقمر سبعة أيام بلياليهن.
وقد قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن يحيى هو ابن ضمرة السعدى قال: رأيت شيخًا بالمدينة تكلم فسألت عنه، فقالوا: هذا أبى بن كعب.
فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أى بنى إنى أشتهى من ثمار الجنة، قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفوس والمساحى والمكاتل، فقالوا لهم: يا بنى آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون، وأين تطلبون؟
قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة.
فقالوا لهم: ارجعوا، فقد قضى أبوكم فجاءوا، فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني، فإنى إنما أتيت من قبلك فخلى بيني وبين ملائكة ربى عز وجل، فقبضوه، وغسلوه، وكفنوه، وحنظوه وحفروا له ولحدوه، وصلوا عليه، ثم أدخلوه قبره، فوضعوه فى قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا يا بنى آدم هذه سنتكم، إسناد صحيح إليه.
وروى ابن عساكر، من طريق شيبان بن فروخ، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال:
“كبرت الملائكة على آدم أربعًا، وكبر أبى بكر على فاطمة أربعًا، وكبر عمر على أبى بكر أربعًا، وكبر صهيب على عمر أربعًا”.
قال ابن عساكر، ورواه غيره عن ميمون فقال: عن ابن عمر.
واختلفوا في موضع دفنه، فالمشهور أنه دفن عند الجبل، الذى أهبط منه فى الهند.
وقيل بجبل أبى قبيس بمكة.
ويقال: إن نوحًا عليه السلام، لما كان زمن الطوفان، حمله هو وحواء فى تابوت، فدفنهما ببيت المقدس. حكى ذلك ابن جرير.
وروى ابن عساكر عن بعضهم، أنه قال: رأسه عند مسجد إبراهيم، ورجلاه عند صخرة بيت المقدس، وقد ماتت بعده حواء بسنة واحدة.
واختلف في مقدار عمره عليه السلام، فقدَّمنا فى الحديث، عن ابن عباس، وأبى هريرة مرفوعًا، أن عمره اكتتب فى اللوح المحفوظ ألف سنة.
وهذا لا يعارضه ما فى التوارة، من أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة، لأن قولهم هذا، مطعون فيه مردود، إذا خالف الحق الذي بأيدينا مما هو المحفوظ عن المعصوم.
وأيضًا فإن قولهم هذا، يمكن الجمع بينه وبين ما فى الحديث، فإن ما فى التوراة إن كان محفوظًا، محمول على مدة مقامه فى الأرض بعد الإهباط، وذلك تسعمائة وثلاثون سنة شمسية، وهى بالقمرية تسعمائة وسبع وخمسون سنة، ويضاف إلى ذلك ثلاث وأربعون سنة، مدة مقامه فى الجنة قبل الإهباط، على ما ذكره ابن جرير، وغيره، فيكون الجميع ألف سنة.
وقال عطاء الخراسانى: لما مات آدم بكت الخلائق عليه سبعة أيام. رواه ابن عساكر.
فلما مات آدم عليه السلام، قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام، وكان نبيًا بنص الحديث، الذى رواه ابن حبان فى (صحيحه)، عن أبى ذر مرفوعًا، أنه أنزل عليه خمسون صحيفة، فلما حانت وفاته، أوصى إلى ابنه أنوش، فقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن.
ثم من بعده ابنه مهلاييل، وهو الذى يزعم الأعاجم من الفرس، أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائن، والحصون الكبار. وأنه هو الذي بنى مدينة بابل، ومدينة السوس الأقصى.
وأنه قهر إبليس وجنوده، وشردهم عن الأرض إلى أطرافها، وشعاب جبالها، وأنه قتل خلقًا من مردة الجن، والغيلان، وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس، ودامت دولته أربعين سنة.
فلما مات، قام بالأمر بعده ولده يرد، فلما حضرته الوفاة، أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس عليه السلام، على المشهور.