دراسة تقترح خطة للتعايش مع كورونا تشمل إغلاق 50 يوما ثم تخفيفه لمدة شهر
اقترحت دراسة علمية استراتيجية للتعايش مع فيروس كورونا فرض تدابير إغلاق لمدة 50 يوما يعقبها تخفيف قيود الإغلاق لمدة 30 يوما، باعتبار هذا الإجراء ضامنا لتقليص الوفيات الناجمة عن الاصابة بالفيروس ويتيح قدرا من الحماية للاقتصادات من خسائر الفيروس، وذكرت الدراسة التي أعدها علماء وباحثون من 9 دول حول العالم -وبثتها شبكة”سي إن بي سي” على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- أن اتباع نهج بديل أكثر فاعلية يكمن في استبدال عمليات الإغلاق المستدامة بأخرى يتخللها فترات مخففة تظل محددة بضوابط التباعد الاجتماعي.
وأكدت الدراسة أهمية استمرارية إجراء فحوص الكشف عن الفيروس وتتبع الحالات واستراتيجيات العزل حال ثبتت الاصابة وحماية الفئات الأكثر عرضة لخطر الاصابة في المجتمع.
ووضع الباحثون نماذج لسيناريوهات مختلفة في 16 دولة، بما في ذلك أستراليا والمكسيك وبلجيكا وجنوب إفريقيا ونيجيريا، يشير الأول -وهو الذي يفترض عدم تطبيق تدابير الإغلاق والتباعد الاجتماعي- إلى حدوث قفزة في أعداد المرضى الذين يحتاجون لتلقى الرعاية بوحدة العناية المركزة بما قد ينجم عنه ارتفاع أعداد الوفيات إلى 7.8 مليون حالة وفاة في الدول التي شملتها الدراسة، كما قد يطيل ذلك من أمد بقاء الفيروس لمدة 200 يوما بأغلبية هذه الدول.
السيناريو الثاني، حسب الدراسة، يتضمن 50 يوما من قيود الإغلاق المخففة (دون فرض إغلاق كامل) ثم رفعها لمدة شهر ، قد يسبب ذلك تقليص معدل تكاثر الفيروس إلى نسبة 0.8% في كافة الدول وقد يكون فعالا لمدة 3 أشهر الاولى فقط من تنفيذ الخطة، غير أن أعداد المرضى المتوقع أن يكونوا في حاجة لرعاية بوحدة العناية المركزة قد يتجاوز سعة المستشفيات فيما بعد وبالتالي سيؤدي إلى فقدان 3.5 مليون شخص حياتهم بنحو 16 دولة شملتها الدراسة ويطيل أمد بقاء الفيروس نحو 12 شهرا في الدول ذات الدخول المرتفعة و18 شهر على الأقل في الدول الأخرى.
ويشمل السيناريو الثالث الذي اقترحه الباحثون واختاروه باعتباره الاستراتيجية الأكثر فعالية، تشديد قيود الإغلاق لمدة 50 يوما يتخللها 30 يوما من تخفيف القيود وهو ما سيؤدي إلى خفض أسرع في معدل الاصابات الجديدة إلى 0.5% ويبقى معدل الطلب على الرعاية الصحية المركزة ضمن نطاق سعة القطاع الصحي في الدول التي شملتها الدراسة.
وعلى الرغم من توقعات الدراسة ببقاء الفيروس لمدة 18 شهرا داخل كافة الدول نظرا لاحتمالات تظل قائمة بحدوث إصابات جديدة بنهاية كل موجة، إلا إنها اعتبرت أن السيناريو الثالث يضمن انخفاض معدل الوفيات مقارنة بالسيناريوهات الأخرى السالف ذكرها لتصل إلى 130 ألف حالة وفاة بـ16 دولة، وأشارت الدراسة إلى أنه يقع على عاتق كل دولة منفردة تحديد مدد فترات تخفيف قيود الفيروس بما يتناسب مع احتياجاتها الداخلية وقدراتها.
وقال راجيف تشودهري الخبير في مجال الصحة العامة والاوبئة بجامعة كمبريدج والمشرف على الدراسة: “قد يكون فرض اغلاق كامل لمدة 3 أشهر إضافية هو الحل الأمثل للقضاء نهائيا على الفيروس، إلا أن السيناريو الثالث والذي يتضمن فترات مخففة من القيود تسمح للشعوب لتنفس الصعداء وتجنب قدرا من الصدمات الاقتصادية”.