الأدب
قرأت لك.. كتاب “النوم”.. لماذا تخلينا عن زمن النوم الجميل؟
نقرأ معا كتاب “النوم: مقدمة قصيرة جدًّا” لـ ستيفن دبليو لوكلى وراسل جى فوستر، ترجمة نهى بهمن، ومراجعة مصطفى محمد فؤاد وعلا عبد الفتاح يس، وينطلق الكتاب من فكرة “لماذا نحتاج إلى النوم؟ وما القدر الذى يكفينا منه؟ وما الذى يحدث عندما لا نحصل على ذلك القدر؟ وما هو النوم فى الأساس؟
يثول الكتاب: إننا نقضى نحو ثلث حياتنا فى النوم الذى يلعب دورًا مهمًّا فى صحتنا البدنية والنفسية، وتزخر الأعمال الأدبية والفنية بإشارات للنوم الذي أدرك الإنسان أهميته منذ آلاف السنين، وقد زادت معرفتنا خلال القرن الماضي على نحو كبير بآلية حدوث النوم، وتأثيره، وما يحدث لصحتنا عندما لا ننال كفايتنا منه، كما أن تأثير قلة النوم على جودة حياتنا بدأ يلفت الأنظار مع انتشار اضطرابات النوم الناتجة عن تزايد الضغوط في حياتنا المعاصرة.
ويستعرض الكتاب الجوانب البيولوجية والنفسية للنوم، ويقدم نظرة عامة على طبيعة النوم، مع النظر إليه عبر مراحل عمر الإنسان، كما يفحص أسباب اضطرابات النوم الرئيسية وتبعاتها، وبعد ذلك يعرض لتأثير المجتمع الحديث على النوم، والعلاقة بين النوم وساعات العمل، وتأثير نمط الحياة الحالي المتسم بالنشاط الدائم على مدار الساعة على جودة حياتنا.
الطريقة التي نتعامل بها اليوم مع النوم فظَّة للغاية، فالبالغون ينامون في المتوسط قرابة 7 ساعات كل ليلة، و5% ينامون أقل من 5 ساعات، و6% ينامون أكثر من 9 ساعات، وفى المقابل، تشير بعض التقارير التاريخية إلى أننا كنا ننام فترات أطول في الماضى، وفى ليالي الشتاء الطويلة، كان النوم يستمر غالبًا لفترات طويلة من الزمن مقسمة إلى نوبتين — أو ربما أكثر — من النوم يفصلهما فترات من الراحة اليقظة.
وربما كنا فى عصور ما قبل الثورة الصناعية نحصل على قسط من النوم يصل إلى 10 ساعات يوميًّا اعتمادًا على فصول السنة، وتؤكد التجارب الحديثة صحة هذه الأفكار، فإذا ما ألزم الأفراد باتباع التوقيت الشتوى (حيث يطول الليل ويقصر النهار) فإنهم يحصلون على قسط من النوم أطول من ذلك الذي يحصلون عليه عند اتباعهم التوقيت الصيفي، وإذا حصل الخاضعون للتجربة على فرصة للنوم لفترات أطول، فإن الأمر ينتهى بهم إلى الحصول على فترة ثابتة من النوم تُقدَّر بنحو 8 ساعات ونصف، بين البالغين من الشباب، ومدة 7 ساعات ونصف بين البالغين الأكبر سنًّا، أي أكثر مما يحصل عليه معظم الناس حاليًّا، وكان لاستحداث الإضاءة بالكهرباء فى القرن التاسع عشر، وتغير ساعات العمل والأنظمة الاجتماعية بسبب الثورة الصناعية، أثر فى انفصال جنسنا البشرى على نحو متزايد عن الدورات الطبيعية لليل والنهار التي قوامها 24 ساعة.