ناسا تطور مسدس الأشعة الكونية لدراسة تأثير جسيمات الطاقة على الرواد
صنعت وكالة ناسا “مسدس الأشعة الكونية” الذي يحاكي بيئة الإشعاع في المختبر، مما يسمح بدراسة آثار الجسيمات عالية الطاقة على رواد الفضاء قبل التوجه إلى المريخ، حيث أثار بعض العلماء مخاوف بشأن كيفية تأثير الأشعة الكونية المجرية على الرواد في مهمات الفضاء العميق، التى يمكن أن تسبب الخرف وفقدان الذاكرة الدائم.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، صممت وكالة ناسا جهازًا يحاكي الأشعة عن طريق الجمع بين البروتونات وأيونات الهيليوم والأيونات الثقيلة لخلق بيئة إشعاعية، وتم استخدام الأدوات الشبيهة بالمسدس لأول مرة على الفئران، التي تلقت جرعات حادة ومزمنة أثناء وجودها في الأقفاص.
تأمل وكالة الفضاء الأمريكية أن تساعدهم التكنولوجيا في فهم مخاطر استكشاف البشر للقمر والمريخ وما بعده بشكل أفضل.
وتشتمل الأشعة الكونية المجرية على مزيج من البروتونات عالية الطاقة وأيونات الهيليوم وأيونات الشحن، والطاقة الأعلى التي تتراوح من الليثيوم إلى الحديد، ومن الصعب للغاية الحماية منها.
تتفاعل هذه الأيونات مع مواد المركبات الفضائية والأنسجة البشرية لتكوين حقل مختلط معقد من الجسيمات الأولية والثانوية.
كشفت ناسا، أنها طورت، للمرة الأولى، تقنية التبديل السريع لحزم الأيونات، والتحكم في تكنولوجيا النظام لإعادة إنشاء الأشعة الكونية المجرية (GCR) في المختبر.
وشارك الباحثون في دراسة نشرت في دورية علم الأحياء “PLoS Biology“: “من الناحية التاريخية، تم إجراء معظم الأبحاث حول فهم المخاطر الصحية الناجمة عن الإشعاع في الفضاء باستخدام التعرضات الحادة لحزم أيونات أحادية الطاقة”.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن بيئة الإشعاع الفضائي تتكون من مجموعة واسعة من الأنواع الأيونية على نطاق واسع من الطاقة، وباستخدام تقنية أنظمة التبديل والتحكم في الشعاع التي تم تطويرها مؤخرًا في مختبر ناسا للإشعاع الفضائي (NSRL) في مختبر بروكهافن الوطني، من الممكن خلق عصر جديد في البحث البيولوجي الإشعاعي.
يسمح الجهاز للعلماء باختيار كمية الإشعاع التي تبث في العينات، وتم تصميم محاكي لضرب الفئران والجرذان في المواقع الحرجة التي ستكون مشابهة لكيفية ظهورها على جسم الإنسان.
وقالت وكالة ناسا أيضًا إن التكنولوجيا يمكن اختبارها على المواد، مما يسمح لها بفهم كيفية تأثر الصواريخ وبدلات الفضاء بالجسيمات عالية الطاقة.
لم يتم بعد نشر نتائج هذه التجارب المبكرة، لكن الباحثون يقترحون أن التشغيل الأول لمحاكي الأشعة الكونية سيسمح لهم بالتخطيط للعمليات المستقبلية.