توصلت دراسة حديثة إلى أن القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” قد تتحول إلى اللون الأخضر قريبا، حيث يتسبب تغير المناخ في ازدهار الطحالب على سطح الثلج، فقد أنشأ علماء النبات من جامعة كامبريدج أول خريطة واسعة النطاق على الإطلاق للطحالب المجهرية التي تزهر على طول ساحل القطب الجنوبي.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، جمع الباحثون بيانات الأقمار الصناعية مع عمليات المراقبة على الأرض التي تم التقاطها خلال صيفين قضيا في القطب الجنوبي للكشف عن الطحالب الخضراء وقياسها.
ووجدوا أنه على الرغم من أن كل طحالب فردية مجهرية الحجم، إلا أنها مجتمعة يمكنها تحويل الثلج إلى اللون الأخضر الزاهي، والذى يمكن رؤيته من الفضاء عند نموه بشكل جماعي.
ويبدو أن براز الطيور والثدييات يشجع على نمو الطحالب، حيث تم العثور على 60 % من الأزهار في نطاق 3.1 ميل (خمسة كيلومترات) من مستعمرة البطريق.
يعتقد الخبراء أن هذه الخضرة ستنتشر أكثر وأسرع مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية في ظل تغير المناخ من صنع الإنسان.
قال باحث الورقة البحثية وعالم النبات مات ديفي، من جامعة كامبريدج، إن هذا تقدم كبير في فهمنا للحياة البرية في القارة القطبية الجنوبية، وكيف يمكن أن تتغير في السنوات القادمة مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.
وتوجد أزهار من الطحالب الثلجية الخضراء حول سواحل القارة الجنوبية، خاصة في الجزر على طول الساحل الغربي لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية، والتي تنمو في المناطق “الأكثر دفئًا” نسبيًا، خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الجنوبي التي تمتد من نوفمبر حتى فبراير.
وتعد شبه الجزيرة القطبية الجنوبية هي جزء من القارة التي شهدت أسرع ارتفاع في درجة الحرارة في الجزء الأخير من القرن الماضي، ووجد الباحثون أن توزيع الثلج الأخضر يتأثر بشدة بالطيور والثدييات، التي يعمل برازها كسماد طبيعي عالي القيمة الغذائية.
