“المطيباتى” مهنة “تطييب الخواطر” أصولها فرعونية وظهرت للافتخار
“أمشى قدام الجنازات من باب الافتخار والقيمة والنفخة.. نفخة الأموات.. أو آخر نفخة بيتمتع بها البنى آدم المغرور” هذه الكلمات جاءت على لسان شحاتة فندى الشخصية التى قدمها وحش الشاشة العربية النجم الراحل فريد شوقى فى فيلم “السقا مات” حيث كان يعمل فى وظيفة “مطيباتى جنازات”.
ويعتبر دور “المطيباتى” الذى قدمه وحش الشاشة فريد شوقى، واحد من أبرز الأدوار التى أبرزت مهنة المطيباتى، التى لم يعد لها وجود الآن فى الاوساط المصرية، وربما العربية أيضا.
والمطيباتى أو “أجير جنازات” هو شخص يمشي في أي جنازة يعمل ضمن فريق عمل الحانوتى، يرتدى البدلة السوداء ويسير مع رفاقه المطيباتية خلف النعش فى دلالة على عظمة الميت وهم يرددون “إنا لله وإنا إليه راجعون، الدوام لله، إيه دنيا”، وهي مهنة كانت منتشرة في الثلاثينات ولكنها اندثرت الآن.
ويقال إنه كان صبي حانوتي، يسير في جنازات الميتين نادباً باكياً، إنما في الوقت نفسه مطيباً خاطر أهل الفقيد، بل ناشراً نوعاً من روح المرح بينهم.
وبحسب عدد من المصادر فالمطيباتي هي مهنة انتشرت فى أوائل القرن الماضي في مصر، ظهر فى جنازات بداية فى الطبقات العليا كدليل على مكانة المتوفى، وبعدها أصبح يجلبه الناس فى جنازات ذويهم كان من الافتخار، ويزف المتوفى من مكانه وفاته إلى مدفنه، وتميز بارتداء البذله السوداء مع الفوطة الحمراء على وسطه، ويمسك في يده القمقم ويمشي أمام الجنازات من باب الافتخار، بعدها ينال نصف ريال من متعهد الجنازات.
ويذهب كتاب “الديانة المصرية القديمة”، نقلًا عن إحدى الرسومات على المعابد الفرعونية، الطقوس التي كانت تتم أثناء جنازة المتوفي، وكان منها تتبع الرجال “مطيباتى” والنساء للميت أثناء الجنازة، ومن ضمن النساء كانت توجد مجموعة منهن نائحات محترفات ويمشين سويًا في ملابس ذات لون أزرق داكن وهو لون الحداد، ويصرخن بصوت عال ويذرفن الدموع ويمزقن جلابيبهن ويضربن على أجسامهن ويذرن التراب على رؤسهن وملابسهن.
ولا يزال هناك حتى وجود لمهم تشبه مهنة المطيباتى فى بعض البلدان الأفريقية، وهى الأقرب للنموذج المصرى، بينما فى دولة مثل بريطانيا، فهناك وجود لهذه المهنة، حيث توجد شركة في إنجلترا لتوفير مشيعين متخصصين في الجنازات، ويكلف تأجير المشيعين لمدة ساعتين حوالي 70 دولارا.