بسبب الـ”شيبس” وتوقف السياحة.. ثلاجات البطاطس فى مصر امتلأت
قال على عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن حجم الحاصلات الزراعية المصرية لم يتأثر بشكل كبير بتداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، إلا أن قيمة العائد من هذه الصادرات انخفض نتيجة تراجع أسعار العملة المحلية بعدد من الأسواق التصديرية مثل لبنان، حيث انخفض سعر الليرة من 1600 ليرة مقابل الدولار إلى 4500 ليرة فضلا عن صعوبة توفيره، وفى روسيا أيضا تهاوى الروبل من 60 روبل للدولار إلى 85 روبل، كما تعانى الحاصلات الزراعية من مشاكل ارتفاع أسعار الشحن سواء الجوى أو البحرى، خاصة وأن الأخير يواجه صعوبة فى توافر المراكب والحاويات فى موانئ شرق بورسعيد بسبب تغيير المراكب طريقها إلى رأس الرجاء الصالح.
وأضاف “عيسى”، لـ”اليوم السابع”، أن بعض أنواع الحاصلات الزراعية تواجه صعوبة فى التصدير مثل الفاصوليا والبسلة ومحصول العنب الجديد بسب صعوبة الشحن الجوى وارتفاع تكلفته، كما يواجه محصول البطاطس أزمة كبيرة بسبب وجود وفرة فى المعروض من إنتاج البطاطس نتيجة زيادة المساحات المنزرعة وكميات المحصول هذا العام، فى المقابل هناك انخفاض كبير فى الاستهلاك المحلى والعالمى نتيجة توقف السياحة وإغلاق المطاعم وتعليق الدراسة، والتى كانت تستخدم كميات كبيرة من البطاطس المقلية المحفوظة، وهو ما أدى إلى امتلأ المخازن بالبطاطس.
وأوضح “عيسى” والذى كان يشغل رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية سابقاً، أهمية أزمة البطاطس المصرية، قائلا أن البطاطس هى ثانى أكبر محصول تصديرى فى مصر، وقد تم زراعتها بكميات كبيرة خلال العام الحالى سواء فى الفترة الشتوية، كما تم زراعة تقاوى كثيرة فى الفترة الصيفية، وتم تصدير كميات من البطاطس هذا العام تعادل نفس كميات العام الماضى، إلا أنه نتيجة توقف السياحة عالمياً ومحلياً، وإغلاق المطاعم-وهما أكبر مستهلك للبطاطس- فضلا عن تعليق الدراسة والتى كان تستهلك كميات كبيرة من البطاطس المقلية “الشيبس”، مما أدى إلى تخفيض مصانع إنتاج “الشيبس” من إنتاجها تسبب فى زيادة المعروض، فى حين أن الاستهلاك المنزلى غير قادر على استيعاب تلك الكميات.
وأضاف أن المتضررين من تلك الأزمة هم المنتجين، حيث يبيع المزارع البطاطس بسعر يتراوح بين 1-1.20 جنيه للكيلو فى حين تصل تكلفة إنتاجها بين 2.5-3 جنيه للكيلو، كما أن المستوردين فى الخارج تضرروا من صعوبة توزيع الكميات المستوردة من مصر، وتم توجيهها للماشية، خاصة وأن المحصول المحلى هناك على وشك حصاده، مطالباً بتعويض المنتجين عن زراعة البطاطس لضمان زراعتها العام المقبل.
وتابع أن البطاطس ليست هى الوحيدة المتضررة من أزمة التصدير، بل والجزر أيضاً إلا أن حجم الإنتاج المحلى منه ليس ضخم مثل البطاطس، مشيرا إلى أن هناك محاصيل تأثرت إيجاباً خلال الفترة الماضية مثل البرتقال والذى تزايد حجم تصديره بسبب قيمته الصحية حيث يحتوى على فيتامين سى، ولذا ارتفع الطلب عليه للوقاية من الإصابة بالفيروس، كما هناك زيادة فى تصدير البصل بسبب ارتفاع الطلب عليه.