الأدب

قرأت لك.. كتاب “الإرهاب” تراث فرج فودة: الشائعات جزء من صناعة المتطرفين

أذاعت الهيئة المصرية العامة للكتاب، مؤخرا، المناظرة الشهيرة التى جمعت بين المفكر الراحل فرج فودة وبين جماعة من المفكرين الإسلاميين منهم الشيخ محمد الغزالى والدكتور محمد عمارة، والتى جرت أحداثها فى عام 1992 وبعد شهور قليلة قتل “فرج فودة” على يد الإرهاب، وبهذه المناسبة نقرأ مع كتاب “الإرهاب” لفرج فودة.
 
الإرهاب
 
فى قراءتها للكتاب تقول “سمر حسن”  تمحورت مقدمة كتاب “الإرهاب” وقد صدرت طبعته الثانية عن الهيئة العامة للكتاب عام 1992، حول مجموعة من التساؤلات موجهة إلى أصحاب الفكر المتطرف، من أهمها “هل مطلوب من صاحب الرأى أن يتمتع بمهارة استخدام المسدس ليستطيع الدفاع عن نفسه؟ إذا كان المطلوب أن نتراجع فقد طلبوا المستحيل، إذا كان المطلوب أن نغمد القلم فقد أخطؤوا رقم الهاتف، الموت أهون كثيرًا من العيش فى ظلِّ فكرهم العيىّ، وحكمهم العتيّ، ومنطقهم الغبيّ”. 
 
وبيّن المفكر فرج فودة السبب وراء اختياره لموضوع “الإرهاب” ليكون محورًا أساسيًّا لهذا الكتاب، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1987، وهو الرد على سيل التهديدات التى يتلقاها من أعضاء الجماعات الجهادية وقتذاك (فترة الثمانينيات)، إضافة إلى مناقشة تبريرات الجماعات الدينية لممارسة الإرهاب، وتفنيدها للقارئ بناءً على الحجة والمنطق.
 
وخصص “فودة” الجزء الأول من الكتاب لتسليط الضوء على العلاقة بين الشائعات والإرهاب، مبينًا أن الشائعات المدروسة جزء لا يتجزأ من العمليات الإرهابية، وبمثابة المدخل الآمن لتنفيذ هذه العمليات، ومن هذه العمليات حادثة اغتيال اللواء حسن أبوباشا، وزير الداخلية في الفترة من 1982 – 1984– حيث تم الترويج لشائعة مفادها أنه “رمى المصحف على الأرض”، كما استشهد الكاتب بما حدث معه عندما تقدم إلى الترشح للانتخابات البرلمانية، وفوجئ بمنشور يوزع وصف خلاله بأنه مرشح الشيوعية الملحدة والعلمانية الكافرة، كما استنكر الشائعات التي ترجع سبب تكوين جماعة “التكفير والهجرة” (أسسها شكري مصطفى عقب خروجه من السجن عام 1971) إلى التعذيب فى سجون الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مرجعًا ظهور “الإرهاب السياسى الدينى” لنشأة جماعة الإخوان (1928)، وعقيدة التنظيم السري، وليس للمناخ السياسي السائد.
 
وقسم المفكر الراحل، فى كتابه “الإرهاب” معسكر الإسلام السياسى إلى 3 مستويات يجتمعون حول هدف واحد؛ المعسكر الأول الذى يعتمد على الجهاد، وأطلق عليه “التيار الثورى”، مثل جماعة “التكفير والهجرة”، والثاني الذي يتبنى منهج تجميع الثروات، ويستهدف السيطرة على الاقتصاد القومي، والثالث هو التيار التقليدي المتمثل في جماعة الإخوان، وهي الأكثر تأثيرًا -حسبما ذكر “فودة”- فيما قسم معسكر الإخوان إلى “الهضيبي للاعتدال” -حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الإخوان- و”السندي للاغتيال” -عبدالرحمن السندي قائد التنظيم الخاص- و”السيد للفتوى”- سيد قطب مُنَظّر جماعة الإخوان. 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *