“كعك وبيتي فور”.. طقوس الاحتفال بعيد الفطر في العصر الفاطمي
ظهرت أغلب طقوس الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية في العصر الفاطمي والمملوكي، رغم أن المسلمون احتفلوا بأول عيد فطر في الإسلام في السنة الثانية للهجرة بعد صيام أول رمضان في تلك السنة.
وخلال هذا العيد يتبادل المسلمون التهاني والفرح والسرور، ويتحدون بمشاعرهم وأفكارهم، ويقومون بزيارة أهاليهم وأقاربهم ويصلون الأرحام، وكذلك يقومون بزيارة الجيران والأصدقاء، ويمارسون كل مظاهر الفرح باعتباره يوم الجائزة الذي يأتي بعد صيام شهر رمضان المبارك.
ولكن مع حكم الدولة الفاطمية لمصر، ظهرت طقوس جديدة رصدها الكثير من المؤرخين في كتبهم، منهم الدكتورة سعاد ماهر محمد في كتابها “مساجد مصر وأولياؤها الصالحون”، وأكدوا أن العيد كان يبدأ مع ختام شهر رمضان، فكان الخلفاء يختتمون الليلة الأخيرة من الشهر المعظم بندب المقرئين للاحتفال بليلة العيد، والذين كانوا يبدءون بقراءة آيات الذكر الحكيم، ويتنافسون في التلاوة بأحسن الأصوات، ثم يجيء بعد ذلك الخطباء.
وأكدت أن المؤذنين “كانوا يكبرون ويهللون وينشدون الأدعية الصوفية إلى أن ينثر عليهم الخليفة من الشرفة الدنانير والدراهم، وتوزع عليهم أطباق القطائف مع الحلوي وخلع العيد”.
وتذكر المؤلفة أنه عند فض مجلس المقرئين والخطباء، ينتقل الخليفة إلى قاعة الذهب فيجلس في الديوان وعلى يمينه وزيره، ثم يتراص بعده الأمراء بعد أداء التحية كل في المكان المخصص لهم، ويتبعهم الرسل الوافدون من جميع الأقاليم لتقديم التهنئة والهدايا؛ ثم بعد ذلك يعاود المقرئون قراءة آيات من القرآن الكريم.
أما عن تاريخ وجود كعك العيد، فله أصول فرعونية ثابتة، إلا أنه عاد للظهور في العصور الإسلامية إبان حكم الدولة الطولونية حيث كانت تصنع في قوالب منقوشة عليها “كل واشكر”.
ومن الوقائع الغريبة التي تميزت بها حقبة الدولة الطولونية، أن يهتم الوزير أبو بمر المادرالي بصناعة الكعك في العيد، حيث كان يحشوه بالذهب، وفي العصر الفاطمي، اهتموا بعمل الغريبة والبيتى فور والبسكويت والمعمول وغيرها من حلويات العيد المختلفة، وهي المأكولات التي ظلت موجودة حتى وقتنا الحاضر.