مصطلح “الطواغيت”.. كيف وظفت الجماعات الإرهابية مفهوم الطاغية بشكل محرف؟
استندت الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان إلى الآيات القرآنية من أجل الوصول لأغراضهم الدنيئة والبعيدة عن التعاليم الصحيحة، وبررت لنفسها من خلال تفسيرات خاطئة للدين القتل والسلب باسم الدين الإسلامى، وطوال تاريخمم استخدموا بعض الأدبيات القديمة، مستخدمين مصطلح مثل “الطاغوت” ليرموا به جيوش المنطقة.
و”طاغوت” فى المعجم اللغوى، شيطان، أو كلُّ مَنْ عُبد من دون الله تعالى من الجن والإنس والأصنام، وكلُّ رئيس لعقيدة ضلال، يستوي فيه الواحد وغيره والمذكَّر والمؤنَّث :-جُعلت النارُ لمن عبد الطاغوت، – {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}.
وفى المعاجم المعاصرة، طاغية هو شخص ظالم ومعتدٍ غاشم (للمذكّر والمؤنّث) :- – كان فرعون طاغوتًا يُقتّل الأبناء، ويستحيي النساء، -المستبدُّون هم طواغيت هذا العصر.
ووفقا لكتاب “معجم آلهة العرب قبل الإسلام” للكاتب السورى جورج كدر، الطاغوت فى الآرامية، تعنى صنم، شيطان، والطواغيت بيوت الأصنام، وطاغية دوس وخثعم أى صنمهم، وهو اللات والغزى والاصنام، وكل ما عبد دون الله والشيطان والكاهن وكل رأس ضلال.
وسمى المسلمون اللات بـ”الطاغية” ووصفت “مناة بالطاغية” أيضا، وربما كانت الطغية وليس الطاغية أحد أسماء اللات، فالطاغية فى لغة العرب هى “الصفاة الملساء”، واللات كانت صخرة.
وبحسب الباحثة رباب كمال، عدّت السلفية الجهادية نفسها السلف الذي يحارب الطاغوت، وأصبح الذريعة للمعارك الدائرة بين السلفيين أنفسهم في بعض الأحيان، أو بين جماعات الإسلام السياسي، أو بين السلفية والحكومات العربية، فأصبح مصطلح الطاغوت بمثابة الورقة الرابحة لمن يريد أن ينصّب نفسه قوّاماً على الخطاب الديني، أو والياً على الحركة الجهادية، التي يسمّونها إصلاحية أو مجددة في كثير من الأحيان.
وأصبح تكفير الحكام، بشكل عام، واعتبارهم الطاغوت واعتبار الرعية (المواطنين) عبدة الطاغوت؛ هو الفكر المؤسس للهجمات الجهادية في كثير من بلدان العالم العربي، الذي تم استخدامه وتطويعه في تبرير قتل المواطنين، أو سقوطهم، في أقلّ تقدير، ضحايا في العمليات الجهادية.
وحسبما تحدث من قبل الشيخ محمد متولى الشعراوى، فإن (الجبت والطاغوت) هما صنمان لقريش، وذهب إليهما اليهود أصحاب التوراة الذين عندهم نصيب من الكتاب وخضعوا لهما، أو (الجبت) هو كل من يدعو لغير الله سواء أكان شيطاناً أم كاهناً أم ساحراً، فإذا كان هذا هو (الجبت) فـ (الطاغوت) من (طغى) وهو اسم مبالغة وليس (طاغياً).
بل (طاغوت) وهو الذي كلما أطعته في ظلم ارتقى إلى ظلم اكثر.. وسواء أكان الجبت والطاغوت صنمين أم إلهين من الآلهة التي يتبعونها، المهم أن وفد اليهود خضعوا لهم وسجدوا، لكي تصدق قريش عداء اليهود لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.