مفتي لبنان: نعانى أزمة سياسية واقتصادية ومعيشية تتجاوز ما شهدناه فى الحروب
قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن بلاده تعاني أزمة سياسية واقتصادية ومعيشية صعبة تفوق في قسوتها ما شهده لبنان إبان مراحل الحروب التي مر بها في السابق، مطالبا الحكومة بالإسراع في اتخاذ إجراءات حازمة لوقف انهيار العملة الوطنية والتدهور المعيشي الحاد الذي يمس بمعيشة اللبنانيين على نحو يتسم بالخطورة الشديدة.
وأكد مفتي لبنان – في خطبة عيد الفطر التي ألقاها بجامع محمد الأمين بوسط العاصمة بيروت بحضور رئيس الحكومة حسان دياب اليوم الأحد– أن إعادة بناء لبنان تتطب اجتماع إرادة اللبنانيين، والتعاون مع “الأشقاء العرب” كونهم يحرصون على أمن واستقرار لبنان وازدهاره، مضيفا: “فنحن منهم وهم منا، ولن نتخلى عن عروبتنا التي نعتز بها ونفتخر”.
وشدد على أن المؤسسات العامة اللبنانية ورغم ما تعرضت له من هدم وتخريب غير أنها تظل الباقية للبنان ومواطنيه، وأنه ينبغي إعادة بنائها لصون حياة اللبنانيين. متابعا: “لا يبقى للبنانيين غير دولتهم وغير مؤسساتهم العامة، ولا ينبغي أن يُسمح لأحد بهدمها أو التسبب في تصدعها، ودعونا نلتفت إلى الانهيار المالي والمصرفي والاقتصادي”.
وتساءل المفتي دريان: “من المسئول عن إفلاس الدولة ودمار عيش اللبنانيين وأين ذهبت المليارات التي كان ينبغي إنفاقها على صون مصالح المواطنين، وعلى إمدادهم بالكهرباء والمياه ومعالجة أزمة النفايات وتحسين الاتصالات والنهوض بالزراعة والصناعة والخدمات، ولماذا تراكم دين عام بلغ الـ 90 مليار دولار، منها 50 مليارا أُهدرت على الكهرباء دائمة الانقطاع، ثم من المسئول عن احتجاز أموال المودعين في البنوك والتي يُبشرنا الذين استنزفوها كل يوم أنها ضاعت إلى غير رجعة”.
وقال: “نحن لا نقبل الإخلال بالدستور ولا تهميش رئاسة الحكومة أو المساس بصلاحيات رئيس الحكومة، ليس لأن في ذلك تجاهلا لتراتبية المؤسسات الدستورية، وحقوق طائفة من مكونات لبنان الرئيسية فقط، بل لأن الإخلال بالدستور يصنع أزمة سياسية تقع في أصل الانهيار الكبير الذي يعانيه لبنان”.
وأكد أن لبنان لطالما كان رائدا في مجال العيش الإسلامي – المسيحي، ومجال الحوار والتعاون من أجل السلام والأمن والعيش الواحد بين جميع أبنائه.