“الدروز”.. ما نسبهم وأهم معتقداتهم وموقف أهل السنة من تكفيرهم؟
يعد الدروز، من أكبر الطوائف الإسلامية ويوجد عدد كبير منهم فى منطقة الشام، ومؤمنون بمذهب التوحيد ذو التعاليم الباطنية حسب بعض الباحثين، وتعود أصوله إلى الإسماعيلية إحدى المذاهب الإسلامية، كما ترجع جذور الدروز إلى غرب آسيا، ويطلقون على أنفسهم اسم أهل التوحيد أو الموحدين، ويؤمن الدروز بالشهادتين، أن لا إله إلا الله وأن مُحمّدًا رسول الله.
ويطلق على “الدروز” اسم “بنو معروف”، ويُقال إن اسم دروز يعود إلى نشتكين الدرزى، الذى انشق عن الدعوة وهرب إلى لبنان لينشر دعوته هناك.
وينسب الدروز إلى درزى هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الدرزى، وقد يروى اسمه بلفظ عبد الله الدرزى ودرزى بن محمد ويقال: إن محمد بن إسماعيل الدرزى هو تشتكين أو هشتكين الدرزى، وقيل ينسبون إلى طيروز إحدى بلاد فارس.
وبحسب عدد من المصادر الإسلامية، كان محمد بن إسماعيل الدرزى أولا من الفرقة الإسماعيلية الباطنية التى تزعم أنها من أتباع محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ثم خرج عليهم واتصل بالحاكم العبيدى “الحاكم بأمر الله الفاطمى” ووافقه على دعواه الإلهية ودعا الناس إلى عبادته وتوحيده، وادعى أن الإله حل فى على بن أبى طالب، وأن روح على انتقلت إلى أولاده واحدا بعد واحد حتى انتقلت إلى الحاكم وقد فوض إليه الحاكم الأمور بمصر ليطيعه الناس فى الدعوة ولما انكشف أمره ثار عليه المسلمون بمصر وقتلوا ممن معه جماعة ولما أرادوا قتله هرب واختفى عند الحاكم فأعطاه مالا وأمره أن يخرج إلى الشام لينشر الدعوة هناك فخرج إليها ونزل بوادى تيم الله بن ثعلبة، غربى دمشق، فدعاهم إلى تأليه الحاكم ونشر فيهم مبادئ الدروز ووزع فيهم المال فاستجابوا له .
ويعتقد الدروز بأن الله واحد أحد وهو المتحكم الأزلي فى الكون، وأنه المنزه وفوق وصف العباد له لأن العقل البشرى قاصر عن إدراك أمر عظيم كصفات الله، ويُعتقد أن هذه الطائفة قد انشقت عن الإسماعيلية خلال المرحلة الفاطمية فى القرن العاشر، ولكن بعض الباحثين يعتبرونها عقيدة مستقلة بحد ذاتها.
وهم يقولون بالحلول، ويؤمنون برجعة الحاكم بأمر الله وأنه يغيب ويظهر، وعصمة أئمتهم، فهم يرون أن أئمتهم معصومون من الخطأ والذنوب بل ألهوهم وعبدوهم من دون الله كما فعلوا ذلك بالحاكم .
وأصدر الفقيه ابن تيمية فتوى بتكفير الدروز، وذلك عبر دراسته لفكرهم المنحرف، على حد قوله، فى مجموع الفتاوى (35/ 161-162) ما نصه: “وأما الدرزية فأتباع نشتكين الدرزى، وكان من موالى الحاكم، أرسله إلى أهل وادى تيم الله بن ثعلبة، فدعاهم إلى إلهية الحاكم، ويسمونه البارئ، العلام، ويحلفون به، وهم من الإسماعيلية القائلين بأن محمد بن إسماعيل نسخَ شريعةَ محمد بن عبد الله، وهم أعظم كفراً من الغالية، يقولون بقدم العالم، وإنكار المعاد، وإنكار واجبات الإسلام ومحرماتِه… وقولهم مركب من قول الفلاسفة والمجوس، ويُظهرون التشيع نفاقاً”.
وأصدر الأزهر مؤخرا فتوى تؤكد انتماء الدروز إلى الإسلام، وبنفس الوقت هناك العديد من الفتاوى التى تكفر الدروز وتخرجهم من البيت الإسلامى، فى سوريا مؤخرًا صدرت فتوى من مفتى الجمهورية اعتُبر فيها الدروز والعلويون والإسماعيليون مسلمين.