لماذا تجرى التجارب على الحيوانات فى الفضاء؟
أعلن فلاديمير سيتشوف، نائب مدير معهد مشكلات الطب الحيوى، أن إجراء التجارب على الحيوانات ودراستها فى الفضاء أمر ضرورى، للتخطيط للرحلات إلى الفضاء البعيد، وقال سيتشوف، فى حديث لوكالة نوفوستى الروسية للأنباء: “إن استمرار دراسة الحيوانات فى الفضاء ضرورى، لأننا لا نتمكن من دراسة تأثير جميع العوامل خلال الرحلات الفضائية على الإنسان بصورة كاملة“.
وأضاف موضحا: “يلجأ الإنسان فى الرحلات الفضائية الطويلة، إلى التمارين البدنية وتناول الأدوية للوقاية من العوامل السلبية لانعدام الوزن “وهذا يبين التغيرات التى يمكن أن تحدث فى جسمه. أما الحيوانات فليس لها أى وقاية“.
وأشار سيتشوف، إلى أن “الناس مختلفون ولكل شخص رد فعل على المؤثرات، لذلك فالصورة لن تكون شاملة لجميع رواد الفضاء“.
وأضاف: “لقد أظهرت نتائج التجارب التى أجريت على الحيوانات خلال طيران أول قمر صناعى بيولوجى “بيون-إم” إمكانية انخفاض مستوى التعلم عند الإنسان بمقدار الثلث بعد مكوثه فى الفضاء”.
وقال: “لقد اتضح، أنه بعد الرحلة الفضائية ينخفض مستوى تعلم الحيوانات بنسبة 30% . فقد أكدت الدراسات التفصيلية على دماغها إمكانية وجود تأثير مماثل على البشر. وهذا أمر خطير للغاية”. كما اكتشف العلماء أن الشرايين تتوقف فى الفضاء عن التحكم بمستوى الضغط فى الدماغ.
وأوضح: “فى حالة انعدام الوزن يندفع الدم إلى الرأس، ما يؤدى إلى ارتفاع مستوى الضغط داخل الجمجمة. وكان يعتقد أنه بتوسيع أو تضييق الشرايين يمكن أن ينخفض الضغط فى الدماغ، ولكن اتضح أن الشريان الدماغى عند الحيوانات يتوقف فى الفضاء عن التوسع أو التضيق”، حسب روسيا اليوم.
ووفقا له، “هذه النتائج تسمح بالافتراض بحدوث تغيرات جدية عند الإنسان خلال الرحلات الفضائية الطويلة“.
وأضاف: “نخطط لإرسال حاضنة فيها بيض طيور السمان إلى المحطة الفضائية الدولية فى السنة المقبلة، فقد “أعدت الأجهزة اللازمة لدراسة نشوء الأجنة، تتضمن جهاز طرد مركزى ، أى أن البيض سيكون تحت تأثير الجاذبية الاصطناعية وفى انعدام الجاذبية“.
وتجدر الإشارة إلى أنه جرت تجارب على طيور السمان فى الفضاء عام 1979 على القمر الصناعى “بيون”، وهذه ستكون أول تجارب تجرى عليها فى المحطة الفضائية الدولية. مثلما جرى على متن محطة “مير” فى تسعينيات القرن الماضي.