الأدب

اقرأ مع جواد على.. “المفصل فى تاريخ العرب” أقوى القبائل العربية

نواصل مع المفكر العربى الكبير “جواد على” قراءة التاريخ العربى قبل الإسلام، وذلك من خلال كتابه المهم المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام” ونتوقف مع “أقوى القبائل العربية:
يقول جواد على:
والقبائل مثل الدول، أنماط ودرجات، منها قبائل قوية نشطة تعتمد على نفسها فى الدفاع عن كيانها، ومنها قبائل أقل من هذه القبائل شأنًا وقوة تتحالف مع غيرها فى الدفاع عن نفسها، لتكون من الحلف كتلة قبلية مهابة، وقبائل صغيرة ليست لها قدرة على الدفاع عن حياضها وحدها، لذلك تركن إلى التحالف مع قبائل أخرى أقوى منها لتحافظ بذلك على وجودها.
 
والقبائل القوية هى القبائل الكثيرة العدد والموارد، وإذا ترأسها سادات ذوو كفاءة وقدرة، هابتها القبائل الأخرى، وسادت على غيرها، وكونت منها ومن القبائل التى تستولى عليها مملكة، كالذى فعلته كندة، ولم يورد العلماء شروطًا فى الحد الأدنى أو الحد الأكبر للقبيلة، وذلك من ناحية عدد العشائر والبطون والأفخاذ، فلم نعثر على حد معين إذا بلغته جماعة من الناس وجب إطلاق لفظة “قبيلة” عليها،. بل نجد علماء النسب يطلقونها أحيانًا على بطون وأفخاذ، فيقولون: قبائل قريش، ويذكرون أسماءها، بينما هى فى الواقع “آل” أو أرهاط وبطون.
 
ويقال للقبائل التى تستقل بنفسها وتستغنى عن غيرها “الأرحى”، وعرفت القبيلة التى لا تنضم إلى أحد بـ”الجمرة”. وذكر أنها القبيلة تقاتل جماعة قبائل، وكل قبيل انضموا فصاروا يدًا واحدةً ولم يحالفوا غيرهم، فهم جمرة. وقيل: الجمرة: كل قوم يصيرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أحدًا ولا ينضمون إلى أحد، تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عبس لقبائل قيس، ولما سأل “عمر” “الحطيئة” عن عبس ومقاومتها قبائل قيس، قال: “يا أمير المؤمنين, كنا ألف فارس كأننا ذهبة حمراء، لا نستجمر ولا نحالف، أى: لا نسأل غيرنا أن يجتمعوا إلينا لاستغنائهم عنهم”. 
والجمرة: اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأها من سائر القبائل.
 
وذكر أن “الجمرة” ألف فارس، أي: القبيلة التى يكون فيها ذلك العدد من الفرسان، وقيل: ثلاثمائة فارس أو نحوها. والذى يستنتج من آراء علماء اللغة والنسب فى تعريف “الجمرة”، أنها القبائل المقاتلة القوية التى تعتمد على نفسها فى القتال، ولا تركن إلى غيرها، ولا تحالف غيرها لتستفيد من هذا الحلف فى قراع القبائل.
 
ومن مفاخر هذه القبائل كثرة ما عندها من فرسان، والفرسان فى ذلك اليوم هم عماد حركة الجيوش، ومن أسباب القوة والانتصار، وقد عدوا القبيلة التى يكون فيها ثلاثمائة فارس أو نحوها جمرة، وقيل: الجمرة ألف فارس.
 
ومن جمرات العرب: ضبة بن أد، وعبس بن بغيض، والحارث بن كعب، ويربوع بن حنظلة. وذكر بعض العلماء أن جمرات العرب ثلاث جمرات: بنو ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير بن عامر، فطفئت منهم جمرتان؛ طفئت ضبة؛ لأنها حالفت الرباب، وطفئت بنو الحارث؛ لأنها حالفت مذحج، وبقيت “نمير” لم تطفأ، لأنها لم تحالف. 
وورد أن الجمرات: عبس بن ذبيان بن بغيض، والحارث بن كعب، وضبة بن أد، وهم أخوة لأم، لأن أمهم امرأة من اليمن، تزوجها كعب بن عبد المدان يزيد بن قطن، فولدت له: الحارث بن كعب، وهم أشراف اليمن، ثم تزوجها “بغيض بن ريث بن غطفان”، فولدت له عبسًا وهم فرسان العرب، ثم تزوجها “أد” فولدت له ضبة. فجمرتان فى مضر، وهما عبس وضبة وجمرة فى اليمن، وهم بنو الحارث بن كعب. 
وذكر بعض آخر أن الحارث، هم بنو كعب بن علة بن جلد، ومنهم من عد تميمًا من الجمرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *