الحديقة النباتية قبلة أسوان الأولى بموقعها الساحر وسط النيل
لاشك أنها قبلة أسوان الأولى فى الأعياد والمواسم، وذلك لأن زوارها يتمتعون بمتنزه طبيعى يضم أندر 720 نوع من الأشجار والنباتات النادرة حول العالم ، إنها “الحديقة النباتية” التى تقع بمدينة أسوان وسط النيل، فكل متردد عليها يتمتع بجولة نيلية قصيرة بنهر أسوان الذى يحظى بجمال ولون أزرق و بريق تسير فيه المراكب الشراعية فى واحدة من أروع المشاهد التى يمكن أن يحظى بها المواطنون داخل مصر.
ونظراً للظروف الراهنة التى تمنع الآلاف من الاستمتاع بزيارة هذه الحديقة الفريدة، خلال أجازة عيد الفطر المبارك، فإن “اليوم السابع” يقدم لقرائه جولة مصورة داخل الحديقة النباتية بأسوان للاستمتاع بجمال المناظر والتعرف على قصة هذه الحديقة.
تبدأ جولة الحديقة النباتية أو كما يحب أن يطلق عليها أهالى أسوان “جزيرة النباتات” بالنزول إلى مرسى الحديقة على كورنيش النيل بمدينة أسوان، وهناك تجد المراكب الشراعية واللنشات مصطفاة على جانب المرسى، وتنزل المجموعات والأسر والأفراد إلى إحدى هذه المراكب التى تبدأ جولتها متجه إلى جزيرة النباتات وسط النيل فى رحلة قصيرة تستغرق نحو ربع ساعة تقريباً.
ينزل الزوار من المراكب ويخبرهم قائد كل مركب بالموعد الذى سوف ينتظرهم فيه عند بوابة الخروج بعد الانتهاء من جولتهم السياحية فى الحديقة، ومما يذكر عن كرم أهل أسوان، فإن دفع حساب المركب يكون آجلاً بعد العودة من الجولة، ثم يدخل الزائر إلى الحديقة بعد أن يدفع رسوم دخول الحديقة الذى يعد سعراً رمزياً ، وداخل الحديقة تجد أنواع من النباتات والأشجار النادرة حول العالم.
وحول قصة الحديقة، قال الدكتور عمرو محمود، مدير عام الحديقة النباتية بأسوان، إن الحديقة تكونت عن طريق ترسيب الطمى قبل بناء السد العالى على الصخور الموجودة بنهر النيل، فكونت المساحة التى عليها الحديقة حالياً وتقدر بنحو 17 فدانا، كانت عبارة عن مكان لزراعة أهالى أسوان ويستخدمونه فى أعلاف المواشى، حتى جاء اللورد الإنجليزى “كيتشنر” وكان يستخدم أسطوله العسكرى عبر نهر النيل واتخذ من الجزيرة معسكراً لإسقاط الثورة المهدية فى الجنوب وفضل مكان الجزيرة نظراً لأنها أعلى نقطة فى النيل.
وتابع مدير الحديقة النباتية، الحديث لـ “اليوم السابع”، قائلاً: فكر اللورد كيتشنر فى زراعة أشجار ونباتات حتى يستظل بها هو وجنوده فى مكان الجزيرة، ثم أوصى جنوده وكانوا مختلطين الجنسية أن يأتوا له بشتلات نباتية من بلادهم لزراعتها فى الحديقة، وبذلك تكونت المجموعة النباتية كنواة أولية فريدة للحديقة التى تضم أندر أنواع النباتات فى العالم.
وأشار إلى أن وزارة الرى وكان مسماها “الأشغال العمومية” آنذاك تولت الإشراف على الحديقة، وحولتها فى عام 1898 إلى حديقة عامة ، مضيفاً أنه فى عام 1928 زار وفد رفيع متخصص في النباتات على مستوى العالم موقع الحديقة، واكتشف أن الجزيرة تضم نباتات نادرة على مستوى مصر والعالم، وأوصى بضمها إلى معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية للحفاظ على الأصناف والأصول النباتية الموجودة فى الحديقة، مع إكثارها وتعريفها وإنشاء بنك للجينات الوراثية للنباتات.
وأوضح بأن الحديقة تقع على مساحة 17 فدانا، مقسمة على 27 حوضا، وكل حوض يضم مجموعة من النباتات التى تم زراعتها بطريقة عشوائية ومجموعة من الأشجار، والتى يبلغ عددها 720 نوعا نباتى داخل الحديقة، وهذا الرقم متميز جداً على مستوى الحدائق على مستوى جمهورية مصر العربية، وتحتوى الحديقة على مجموعة من النباتات والفاكهة الاستوائية والأشجار الخشبية والتوابل والنباتات الطبية والعطرية ومجموعة كبيرة من الأنواع النباتية الفريدة والمتميزة فى الحديقة، وتضم معمل لزراعة الأنسجة ومتحف نباتى ملحق به مكتبة لخدمة الدارسين والباحثين فى شتى الأطياف الزراعية.
وتابع بأن الحديقة النباتية تعتبر متحفا نباتيا عالميا مفتوحا للنباتات الاستوائية وشبه الاستوائية، بتوافد عليها الزوار من جميع مناطق الجمهورية بالإضافة إلى الزوار الأجانب من مختلف دول العالم، ولذلك تعد رحلة نباتية وترفيهية ونيلية لأنها تقع وسط النيل.
وأكد أن الحديقة النباتية تحتوى على مجموعة من النباتات المميزة منها الفاكهة الاستوائية مثل “الجاك فروت” وهى فاكهة فريدة يصل وزن الثمرة الواحدة منها لأكثر من 30 كيلو جرام، وتتميز هذه الفاكهة بطعمها المميز علاوة على أنها غنية بالقيمة الغذائية والطبية والعلاجية، بالإضافة إلى الكثير من النباتات النادرة التى تهتم الحديقة بالمحافظة عليها وإكثارها وإنشاء حديقة للأجيال القادمة من النباتات.
من جانبها، قالت الدكتورة سماح عثمان نائب مدير الحديقة النباتية بأسوان، إن الحديقة النباتية لها دور مميز فى المجتمع الأسوانى باعتبارها المقصد رقم واحد للأهالى خاصة خلال المواسم والأعياد، بالإضافة إلى استضافتها لرحلات المدارس والمجموعات الطلابية والعلمية والأفواج السياحية من مصر وخارجها.
وأشارت إلى أن تذاكر الحديقة النباتية تعد رمزية بالنسبة للزائرين، وهناك تخفيضات تقدم للأفواج العلمية وطلاب المدارس، لافتةً إلى أن الموسم الشتوى يقام داخل الحديقة العروض الفنية والفلكلورية الأسوانية والنوبية لتعريف الزائرين بالثقافة والتراث الأسوانى، مضيفة بأن الحديقة استعدت لاستقبال الزوار على مدار العام من خلال تهيئة وصيانة وإصلاح أماكن الاستراحات وتوفير مقاعد خشبية مميزة ملونة بألوان الطبيعة وكذلك استخدام ألواح الأخشاب من الأشجار فى تصنيع أشكال مميزة تشير إلى البيئة الطبيعية داخل المكان.