“كورونا” لأنه يشبه التاج.. تعرف على سبب تسمية الأوبئة بأسمائها
على مدار التاريخ البشرى، شهد العالم العديد من الأوبئة الفتاكة التى ضربت الإنسانية، وجعلت الموت قريبًا من الجميع، وجعلت الإنسان تلو الآخر كل ينتظر ساعته.
وتعدد أسماء الأوبئة التى أصابت الإنسان على مدى تاريخه، وفى السابق كانت التسميات تطلق على الأوبئة الفيروسات استنادًا إلى المكان أو البلد الذي نشأت فيه أو العهد التى ظهرت فيه، وهو فعلياً يعطى وصفًا دقيقاً للفيروس المقصود، لكنه يترك انطباعاً سيئاً نحو ذلك البلد وذكرى قبيحة لا تزول من كتب التاريخ، ولذا قررت منظمة الصحة العالمية أن منع أى مسميات للوباء فى المكان أو البلد التى يظهر فيها، وأن يكون الأسس العلمية هى التى تطلق اسم المرض.
الطاعون الموت الأسود
سجل التاريخ العلمي انتشار كبير لمرض الطاعون فى أزمنة، مما اطلق عليها الطواعين، وفى كل مرة سمى باسم معين، ومن الطواعين الشهيرة كان الطاعون الذى عُرف باسم طاعون جوستينيان -باسم الإمبراطور البيزنطي جوستين- سنة 451 بعد الميلاد، واستمر حدوث أوبئة متقطعة لمدة مائتي سنة قتلت نحو 25 مليون إنسان وامتد الوباء إلى معظم دول حوض المتوسط.
يُعتبر وباء الطاعون من أسوأ الأوبئة التي أصابت البشرية، وقد سمي قديمًا بالموت الأسود لأنه يؤدي إلى تكوين بقع من الدم تتحول إلى اللون الأسود تحت الجلد. ففي العصور الوسطى تسبّب نوعٌ من الطاعون الدَّبلِيّ (Bubonic plague) في هلاك ما يقارب 25 مليون شخص من سكان أوروبا.
طاعون عمواس
طاعون شهير فى التاريخ الإسلامى سمي بطاعون عمواس نسبة إلى بلدة صغيرة في فلسطين بين الرملة وبيت المقدس، وذلك لأن الطاعون بدأ منها قبل أن ينتشر في بلاد الشام، كما سمى أيضا بطاعون الصحابى لأنه حصد أرواح الكثير منهم، ومن أبرز من قضوا فيه من الصحابة أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان وسهيل بن عمرو وغيرهم من أشراف الصحابة، وقدّر بعض المؤرخين أن هذا الطاعون حصد أرواح نحو 25 ألف إنسان.
الجدرى
مرض فيروسى يسببه فيروس “فاريولا” (Variola)، ويؤدى إلى ظهور بقع تتطور إلى بثور صغيرة ثم إلى ندوب عميقة، وقد تسبب هذا المرض فى قتل نحو 30% ممن أصيبوا به عبر التاريخ، اشتُقَّ اسم المرض من الكلمة اليونانية التى تعنى “تبقع”، في إشارة إلى النُّتوءات البثرية التي تبرز على وجه المصاب وجسمه.
وقد تسبب هذا المرض فى قتل نحو 30% ممن أصيبوا به عبر التاريخ، أما الناجون منه فقد رافقهم العمى وندوب عميقة جدا وعلامات على الجلد، إضافة إلى تشوهات أخرى مثل فقدان الشفاه والأنف وأنسجة الأذن.
الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية.
هي الأمراض المعوية المُعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي.
الأنفلونزا الإسبانية
حصدت أرواح عشرات الملايين من البشر، فسبب تسميتها أن إسبانيا كانت من أول الدول التي تم فيها تسجيل وفيات بالفيروس، لكن مؤرخين يعتبرون أن الأمر يعود إلى الرقابة العسكرية المفروضة في البلدان الأخرى.
وأشاروا إلى أن مدريد كانت محايدة أثناء الحرب ولم تفرض رقابة على صحافتها، لذا ساد الاعتقاد بأنها “الانفلونزا الإسبانية”، وبدأ الأمر ببرقية إخبارية وصلت إلى وكالة “رويترز” في ربيع 1918، بشأن تفشي مرض غريب ذي طابع وبائي في مدريد، بحسب كتاب “الإنفلونزا الإسبانية” للمؤلف هنري ديفيز.
فيروس إيبولا
كان يسمى فى البداية “زائير” نسبة إلى دولة زائير (حالياً جمهورية الكونغو الديموقراطية) حيث تم تشخيص أول حالة، حيث تم تشخيصه على أنه سلالة جديدة من فيروس ماربورغ ( Marburg virus) نظراً للارتباط الوثيق بينهم. وتمت إعادة تسميته إلى فيروس إيبولا عام 2010 لتجنب الالتباس.
أما الفيروسات التاجية الشائعة في العديد من أنواع الحيوانات، مثل الإبل والماشية والقطط والخفافيش، وفي بعض الأحيان، تحورت سلالات منها وانتشرت من الحيوانات إلى البشر، ولا يزال سبب قدرة بعضها على الانتقال إلى البشر غير معروف لدى العلماء، مثل فيروس “سارس” أو “ميرس” أو “كورونا المستجد” فكلها تندرج تحت اسم “كورونا” أو “الفيروس التاجي”، وسبب إعطائها هذا الاسم أن شكلها تحت المجهر يحتوي على أطراف مدببة شبيهة بـ”التاج”، وهو يعني “كورونا” في اللغة اللاتينية.
وظل المعنى نفسه حتى في اللغات الحديثة، مثل الإسبانية، وفي اللغة الإنجليزية يُستخدم المصطلح التشريحي “كورونا” لأجزاء الجسم التي تشبه “التاج”.