الأدب
ما سبب تسمية مدينة العريش بهذا الاسم؟
تمر اليوم الذكرى الـ41، على عودة مدينة العريش إلى السيادة المصرية، بعدما كانت تحت الاحتلال الصهيونى، بعد نكسة 1967، واستعادها رجال الجيش المصرى بعد حرب التحرير فى أكتوبر 1973، و”العريش” تلك المدينة الساحرة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بمحافظة شمال سيناء، وهى إحدى قلاع مصر القديمة، وأحد الشواهد على بطولات القوات المسلحة المصرية على مر العصور.
ورغم تاريخ المدينة العريق والذى يعود إلى العصور المصرة القديمة، وارتباطها بـ “أرض الفيروز” سيناء، المباركة فى القرآن وأرض آلهة الفراعنة أيزيس وأوزوريس، إلا أن تسميتها بهذا الاسم يبقى لغزا، حيث اختلف الباحثون والمؤرخون حول سبب تسميتها.
وبحسب كتاب “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار” للمقريزى، أن سبب الاسم جاء بعد اتخاذ النبى إبراهيم عليه السلام، بها عريشا كان يجلس فيه، حتى تحلب مواشيه بين يديه، فسمى العريش من أجل ذلك، وقيل: إنّ مالك بن دعر بن حجر بن جذيلة بن لخم كان له أربعة وعشرون ولدا منهم: العريش بن مالك، وبه سميت العريش لأنه نزل بها وبناها مدينة، وعن كعب الأحبار: أنّ بالعريش قبور عشرة أنبياء.
يقال سميت العريش لأن أخوة يوسف عملوا فيها عريشا، يظلهم من الشمس، حتى يأذن لهم يوسف بدخول مصر زمن القحط، وهى تتميز بهواء طيب وماء عذب، حسبما جاء فى القاموس الجغرافى لمحمد رمزى فى القسم الثانى فى الجزء الرابع.
ويرجع أبى القاسم بن حوقل النصيبى فى كتابه “صورة الأرض” أن سبب تسمية المدينة بالعريش، أن سبب تسمية الاسم يرجع إلى قوله تعالى: ” وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ” (الأعراف 137).
ووفقًا عدد من الباحثين يعتقد أنها سميت بهذا هذا الاسم لأن الناس كانوا يبنون المعراشات ولكثرة هذه المعراشات التي كان سكانها الأصليون يعيشون فيها، فكان المواطن يبنى معرشا مكونا من جريد النخيل ويعيش فيه، وسبب تسميته يعود إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما علم بأن عمرو بن العاص سيدخل مصر، قام بإرسال كتابًا له يقول فيه: (إن كنت قد دخلت مصر أو جزءًا منها فعليك بالتوكل على الله تعالى وإن لم تدخلها فعليك بالرجوع)، وعندما سأل أصدقاؤه أين نحن فقالوا بالعريش وهي من أراضي مصر.
فيما أشار كتاب “سيناء حيث أنا.. سنوات التيه” للكاتب أشرف العنانى، إلى أن التسمية جاءت نسبة إلى “العرايشية” وهم سكان العريش الحضر الذين يعود نسب معظمهم إلى حامية قلعة العريش التى ألغاها محمد على باشا، فما كان من الجنود والضباط الذين جاءوا من تركيا والبوشناق (البوسنة) إلا أن استقروا بعائلاتهم هنا، ومن هؤلاء الجدود ينحدر معظم العرايشية.