مبدعين معقدين نفسيا.. انتحار أوجست وسلوك مضطرب لسلفادور ومارتنسون قطع معدته
رغم أن هناك عدد كبير من المبدعين حققوا شهرة واسعة من خلال أعمالهم الأدبية والفنية، إلا أن تأثير حياتهم وهم صغار نتيجة عقد نفسية تركت بداخلهم نوعا من عدم الاتزان الذى جعلهم يقبلون على أفعال غير مألوفة مثل الانتحار وتصرفاتهم نحو الغير بمواقف تحمل الكثير من الاضطرابات النفسية، وخلال السطور المقبلة نستعرض أبرز تلك المبدعين.
الروائى والكاتب أوجست ستريندبرج
أوجست ستريندبرج
الروائى والكاتب المسرحى السويدى، أوجست ستريندبرج، أحد رواد المسرح الحديث منذ أواخر القرن الماضى وحتى مطلع القرن العشرين، “22 يناير من عام 1849م/ 14 مايو من عام 1912م”، والذى عاش حياة حزينة ممتلئة بالمتاعب.
عاش أوجست سترنديرج متوتر الأعصاب ومتعب نفسيا، ويرجع ذلك إلى الواقع الذى عاش فيه، فوالده الذى كان من عائلة ارستقراطية، لم يتحمل الإنفاق على أسرته الكبيرة، فكان قاسى عليهم وتركهم جائعين، كما أن والدته كانت تعمل فى محل لبيع المسكرات، حتى تستطيع الإنفاق وسد احتياجاتهم، وهذا ما جعل أوجست لديه عقد نفسية وأصبح عصبى المزاح.
التشكيلى الإسبانى الشهير سلفادور دالى
سلفادور دالى
الفنان التشكيلى الإسبانى الشهير سلفادور دالى، “11 مايو 1904م/ 23 يناير 1989م “، أحد أهم فنانى القرن العشرين فى الفن التشكيلى، وعلم من أعلام المدرسة السريالية، هو الذى يتميز بأعماله الفنية التى تصدم المشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتى تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسى.
كانت له تصرفات غريبة، حيث أثرت عائلة سلفادور فى شخصيته، فكانت عائلة ثرية، لا تؤخر له أى طلب، ونتيجة لذلك، فقد سلك سلوك طائش، حيث كانت له تصرفات تدل على عدم مسئوليته واستهتاره بالآخرين، ومن ضمن هذه التصرفات هو رفسه رأس شقيقته التى كانت تصغره بـ 3 سنوات، وليس هذا هو التصرف الوحيد فكان له موقف أخر أكثر غرابة وهو دفعة لصديقة عن حافة عالية كادت أن تقتله، وتعذيب قطة حتى الموت.
هارى مارتنسون
هارى مارتنسون، ” 6 مايو من عام 1904/ 11 فبراير 1978م”، كان كاتبًا وشاعرًا وبحارًا سويديًا، وفى عام 1949 تم انتخابه فى الأكاديمية السويدية، وحصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1974 مع زميله السويدي إفيند جونسون “لكتابات التقطت الندى وتعكس الكون”، كان الاختيار مثيرا للجدل ، حيث كان كل من مارتينسون وجونسون أعضاء فى الأكاديمية.
كما مر هارى بظروف قاسية خلال حياته، حيث فقد والديه فى سن مبكرة، حيث تم وضعه فى ملجأ فى الريف السويدي، وعندما بلغ سن الـ 16 عاما هرب مارتينسون ووقع على سفينة لقضاء السنوات التالية فى الإبحار حول العالم فى زيارة لدول بما فى ذلك البرازيل والهند، وظل يعيش كمتشرد لدرجة أنه تم القبض عليه بتهمة التشرد فى الحدائق.
ان الاختيار المشترك بينه وبين إيفند يونسون، لجائزة نوبل في عام 1974 مثيرًا للجدل للغاية حيث كانا عضوين فى الأكاديمية السويدية وبالتالي فى لجنة نوبل، ووجد مارتينسون صعوبة فى التعامل مع الانتقادات بعد حصوله على الجائزة، وانتحر، عن طريق قطع معدته.