علماء روس يحددون العامل الرئيسى اللازم للتنبؤ بمسار وباء كورونا
أكد المركز النووى الفيدرالى الروسي، ومعهد ” زاباباخين” للبحث العلمى والفيزياء التقنية لعموم روسيا، اليوم الأربعاء، أن نموذج دورة العدوى بفيروس كورونا المستجد الذى طوره المتخصصون فى المعهد، أظهر فرصا جيدة لتقييم نتائج التدابير التقييدية المتخذة، وأن السؤال الرئيسى للتشخيص الإضافى هو حول نسبة حاملى فيروس (كوفيد-19) بدون أعراض.
وذكروا -فى بيان أورده المكتب الصحفى للمركز، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية- أن المتخصصين قاموا بتحديث نموذج “سيرد” للتحليل والتنبؤ بفيروس كورونا المستجد الأكثر شعبية فى العالم وفى نفس الوقت قاموا بإنشاء نموذج إحصائى خاص بهم.
وأوضح نائب رئيس القسم العلمى والنظرى فى معهد “زاباباخين” للبحث العلمى والفيزياء التقنية لعموم روسيا، فلاديمير ليجونكوف، أن ” الوباء هو مثال نموذجى لرد فعل تسلسلي. أحد المرضى ينقل العدوى إلى العديد من الأشخاص الأصحاء، والذين بدورهم ينقلون العدوى إلى غيرهم. إن معادلات نموذج “سيرد” مماثلة للمعادلات التى تصف التفاعل المتسلسل فى قنبلة نووية أومفاعل نووي، لذلك كانت مفهومة بالنسبة لنا“.
وأضاف ليجونكوف، أن نموذج “سيرد” التفاضلى بسيط للغاية، ويعتمد حله على الفرق بين معلمتين رئيسيتين فقط وهما معدل الإصابة ومعدل الشفاء، إذا كان الفرق إيجابيًا، فإن الوباء يزداد بالانتشار، وإذا كان سلبيًا، فإنه الوباء يتناقص. موضحا أن العيب الرئيسى لنموذج “سيرد” هو اتساقه.
وتابع قائلا: ” فى هذا النموذج يعتبر جميع السكان، قيد الدراسة، متجانسين، كما لو كانوا “مخلوطًا” موحداً ، وبالتالى “مريض واحد فى مكان ما، فى فلاديفوستوك، ولو بسرعة منخفضة، ينقل العدوى بنجاح لـ 15 مليون شخص من سكان موسكو“.
وأكد ليجونكوف أن تطبيق نموذج “سيرد” يقتصر على السكان الذين لديهم تفاعل وثيق، أى فى المدن ولا يناسب وصف الإنتشار فى البؤر، لذلك، طور خبراء المعهد نموذجًا إحصائيًا أكثر تعقيدًا يسمح بمراعاة كل من قنوات العدوى المختلفة، وإلى حد ما المدى المحورى لانتشار العدوى.
وأفاد نائب رئيس القسم العلمى والنظرى فى معهد البحث العلمي، بأن “النموذج الإحصائى يعتمد على طريقة مونت كارلو الرياضية المعروفة. كجزء من الحساب، حيث يتم يتم إحصاء عدة ملايين من الأشخاص، بالإضافة إلى عدد كبير من الشقق، ثم المتاجر ووحدات النقل والمكاتب وما إلى ذلك. ويرتبط كل شخص بشقة أو متجر أو مكتب معين. ويحصل الناس على علامات الانتماء إلى فئات اجتماعية مختلفة كالأطفال والطلاب والعمال والمتقاعدين وما إلى ذلك، ويتم الأخذ بعين الاعتبار أيضًا أن بعض الأشخاص هم حاملون خفيون للفيروس“.
وأشار ليجونكوف إلى أن لكل شخص وضعه الاجتماعى “تصرفه” سلوكه خلال النهار. على سبيل المثال، يقضى أطفال المدارس بعض الوقت بين الأسرة (فى المنزل)، ثم دون استخدام وسائل النقل يذهبون إلى المدرسة ويقضون6 ساعات هناك، ويعودون إلى المنزل ويقضون بقية اليوم مع الأسرة. ولا يذهب المتقاعدون إلى العمل، بل يذهبون إلى المتاجر وما إلى ذلك.
وأوضح الخبير أنه فى كل خطوة من النمذجة يتم حساب احتمالية الإصابة البشرية، اعتمادا على وقت الاتصال وعدد الأشخاص المصابين فى الغرفة ومساحة الغرفة، ومن المفترض أن الشخص يقضى 8 ساعات فى المنزل مع عائلته ويقضى حوالى الساعة فى طريقه إلى العمل و9 ساعات يقضيها فى العمل، وساعة فى طريق العودة إلى المنزل فى وسيلة نقل أخرى، ويذهب إلى المتجر لمدة ساعة (ربما ليس كل يوم) ويقضى بقية الوقت حتى انتهاء اليوم فى المنزل مع العائلة.
وتابع قائلا: “خلال النهار قد يتقاطع مثل هذا الشخص فى مكان ما مع حامل فيروس مصاب وبحسب حجم الغرفة (يمكن أن يكون هذا مكتبًا أو متجرًا أو حتى عربة مترو) والوقت الذى يقضيه فى هذه العربة، سيتم حساب احتمالية الإصابة“.
وأكد ليجونكوف أنه من أجل نمذجة عوامل معينة بشكل موثوق، يجب أن يستند الحساب إلى بيانات أولية كافية من السكان وتوزيعه حسب الفئات الاجتماعية إلى حجم كثافة وسائل النقل أو المتاجر المختلفة.
وكان المدير العام لـ “روسآتوم” أليكسى ليخاتشيوف، قد صرح فى أبريل الماضي، حول ” نمذجة الخروج من أزمة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، فى المراكز النووية التى تعمل على تطوير الأسلحة النووية ، بما فى ذلك وفى معهد البحث العلمى للفيزياء التقنية لعموم روسيا، حيث إنه من الناحية التاريخية هناك قاعدة رياضية وحاسوبية قوية تسمح بنمذجة العمليات المعقدة.
وخلص الخبراء فى مختبر لوس ألاموس الوطنى (أحد المراكز النووية الأمريكية الرائدة) فى وقت سابق، واستنادًا إلى حساباتهم إلى أن روسيا مرت بذروة وباء انتشار وباء فيروس كورونا المستجد باحتمال 67 بالمئة.