الأدب
قرأت لك.. “نظرية الاختيار” هل معناها “الرغبة المدروسة”؟
نقرأ معا “نظرية الاختيار: مقدمة قصيرة جدًّا” تأليف مايكل ألينجهام، وترجمة شيماء طه الريدى، ومراجعة محمد فتحى خضر، والصادر عن مؤسسة “هنداوى”.
ويقول الكتاب: نحن نواجِه خياراتٍ متعددةً طوالَ الوقت: كيف نُنفِق أموالنا؟ كيف نقضى أوقاتنا؟ مع مَنْ نمضى بقيةَ عمرنا؟ ما الذى نفعله بحياتنا إجمالًا؟ ونحن أيضًا نحكم باستمرارٍ على القرارات التى يتَّخِذها الآخَرون بأنها إما عقلانيةٌ وإما غير عقلانيةٍ. ولكنْ ما المعايير التى نُطبِّقها عندما نَصِفُ خيارًا ما بأنه «عقلاني»؟ ما الذى يُوجِّه خياراتنا، خاصةً فى المواقف التى لا نملك فيها معلوماتٍ وافيةً عن النتائج؟ ما الاستراتيجيات التى ينبغى تطبيقُها عند اتخاذ قراراتٍ تؤثِّر على الكثير من الأشخاص، كما هو الحال مع السياسات الحكومية؟
يستكشفُ هذا الكتابُ معنى «العقلانية» فى كلِّ هذه السياقات. وهو يعرضُ أفكارًا من علم الاقتصاد والفلسفة وغيرهما من المجالات الفكرية، مبيِّنًا كيفيةَ تطبيق «نظرية الاختيار» فى حياتنا اليومية عامةً، وفى مواقفَ خاصةٍ بعينها على غرار توزيع الموارد.
حدد أرسطو (٣٨٤–٣٢٢ق.م) مؤسس نظرية الاختيار، بل ومؤسس علم المنطق ذاته الصلةَ بين الاختيار والرغبة بقوله: “إن الأصل فى الاختيار هو الرغبة والمنطق مع رؤية لغايةٍ ما، وهذا هو السبب في استحالة تواجُد الاختيار دون … عقل” أو بمزيد من الإيجاز: “الاختيار هو رغبة مدروسة” وفى تعليق شهير، يزعم ديفيد هيوم (١٧١١–١٧٧٦) — تلك المنارة التى أضاءت عصر التنوير الاسكتلندى — أن “العقل عليه فقط أن يكون عبدًا للعواطف، وهو كذلك بالفعل” والعواطف نفسها، حتى عواطف رينتون، ليست معقولة ولا غير معقولة: “فلا يمكن لأية عاطفة مطلقًا، بأي معنًى كان، أن تسمَّى غير معقولة”.