آراء وتحليلات

كلمه العدد ١١٥٦ “أفريقيا هي الحل بعد الكورونا”

وبعد هذه الدعايه السلبية لافشال المساعي الصينية للصعود الي قمة النظام العالمي والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية حيث تحاول امريكا إلصاق تهمه جائحه الكورونا بالصين لافساد سمعتها وظهور خطاب أوروبي جديد يري ان أفريقيا هي البديل المناسب لتكون مصنع العالم بدلا من الصين والحجه واضحه ان الصين لم تحقق ماحققته علي مدار العقود المنصرمه الا علي حساب التقدم التكنولوجي الغربي وهناك منازعات مستمره علي حقوق الملكيه الفكريه والاتهام المستمر للصين بسرقه الكثير من حقوق الملكيه الفكريه الغربيه وبناء عليه هناك رؤيه غربيه بجعل إفريقيا بديلا عن الصين كمصنع للعالم وتنطلق هذه الرؤية الغربية من منطق اقتصادي يرى أن تحقيق التنمية يتطلب توافر معادلة من ستة عناصر رئيسة، هي: الموارد الطبيعية والمعدنية ومصادر الطاقة، والقدرات البشرية، والتكنولوجيات المتقدمة، ورؤوس الأموال، والموقع الجغرافي، فضلا عن الثقة في المنتجات كبعد إضافي. وإنه بتطبيق هذه المعادلة ذات العناصر السته علي الحالة الصينية، يتضح أن ما تملكه الصن يكاد يكون عنصرا واحدا من هذه العناصر هو العنصر البشري المتمثل في قوة بشرية تقدر 1.4 مليار نسمة، في حين أن مستويات امتلاكها من العناصر الأخرى وإن كانت كبيرة نسبيا إلا أنها لا تقارن بما لدى الغرب أو مناطق أخرى في العالم. ومن ثم، ترى هذه الرؤية أن ما حققته الصن لم يكن ليتحقق إلا بفضل جاذبيتها للعناصر الأخرى التي جاءت إليها مستغلة العنصر البشري الذي كان محل اهتمام كبير من قادة الصين لتطوير قدراته وتنمية مهاراته، بما يمكن معه القول إن النجاح الصيني تركز في الأساس في التنمية البشرية، إدراكا منها بأن الإنسان هو أداة التنمية وهدفها معاً. وفي حين لا تملك الصين الموارد والإمكانات الطبيعية والمعدنية ومصادر الطاقة التي تمكنها من الاعتماد على الذات، كما أنها وإن كانت بلدا صناعيا وتقنيا، ولكنها ليست بلداً مبتكراً، وتحتاج ربما إلى عقود من الزمن لتصل إلى مرحلة الابتكار المتفوق على الغرب، فضلا عن ذلك أن الثقة في المنتج الصيني لا تزال محل شك مقارنة بالمنتجات الغربية أو حتى الآسيوية وليست مبالغة القول إن القارة الأفريقية هى قارة المستقبل الاقتصادية كما يتردد ذلك على الألسن خلال العقدين الماضين، وهو ما جعل القارة منذ بدايات القرن الحادى والعشرين محط تسابق دولى وإقليمى على كسب مناطق نفوذ داخل أراضيها، سعيا لاستغلال مواردها وكنوزها الطائلة من الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية وكثافتها السكانية العالية.
إجمالا، يمكن القول إن التقدم الصيني رغم المجهود المبذول إلا أنه اعتمد بصورة كلية على التكنولوجيات الغربية، وعلى الموارد والإمكانات الموجودة في المناطق الغنية بها (الخليج وآسيا الوسطى وأفريقيا) وكذلك على الاستثمار وهو الأمر الذي إذا ما قورن بما تملكه القارة الأفريقية نجد أن القارة إذا ما أصبحت مصنعا للعالم تتمتع بمزايا تنافسية مقارنة بالصين، حيث تتوافر الموارد والإمكانات، والموقع الجغرافي في قلب العالم بما أكسبها مزايا جيواستراتيجية، فضلا عن الكثافة السكانية وإن كان معظمها يفتقر إلى التعليم والتدريب، بما يجعل من الرؤية المنادية بالتوجه إلى القارة الأفريقية أقرب إلى تحقيق مصالحها التي تتفق في ذات الوقت مع المصالح الوطنية لدول القارة، بل ما قد يعزز هذه الرؤية هو التوجه الصيني ذاته إلى القارة الأفريقية ومن اهم المزايا التي تتمتع بها القاره الافريقيه والذي يؤهلها لتكون مصنع العالم القادم اليورانيوم الذي ُيعتبر طاقة بديلة عن النفط أي الطاقة النووية. كما أن ثلثي مجموع الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم توجد في أفريقيا، إذ إن نحو 60 % من أراضيها صالحة للزراعة ومعظمها غير مستغل، وفقاً لتقرير البنك الأفريقي للتنمية، فعلى سبيل المثال يوجد 80 مليون هكتار من هذه الأراضي في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها تكفي لإطعام ملياري شخص في العالم.
القارة الأفريقية مخزن مهم للاحتياطيات العالمية من النفط، حيث تحوز القارة 12% من احتياطيات النفط في العالم،
والقاره تمتلك احتياطات 40% من الذهب و 90% من الكروم والبلاتين وايضا الماس
والمواد التعدينيه الطبيعيه كالنحاس وغابات من الأخشاب الصلبة والفواكه الطبيعيه وهي بلاشك قاره المستقبل وهناك 30 بلدًا من بلدانها تصنف من ضمن الدول المنتجه للمواد الهيدروكربونية، وايضا القارة الأفريقية وتعد افريقيا من اقدم القارات ،وتتكون من 54 دوله وهي ثاني اكبر قاره من حيث المساحه والسكان بعد قاره اسيا وتبلغ مساحتها 302 مليون كلم مربع، حيث تغطي حوالي 6 % من إجمالي مساحة سطح الأرض. بينما يبلغ عدد سكانها وفقا لتقديرات عام 2018 حوالي 1,3 مليار نسمة بما يمثل ١6.8 % من إجمالي عدد سكان العالم البالغ 7.6 مليار نسمة. ومن المتوقع نمو سكان القارة بشكل ملحوظ، حيث يتضاعف في 2050 ليصل إلى 2.4 مليار نسمة، …ولم تعد افريقيا سوقا للسلع الرديئة أو منخفضة الجودة كما كان سابقا، بل تشهد غالبية الدول الأفريقية تغيرا في نمطها الاستهلاكي مع تحسن ظروف المعيشة وارتفاع مستويات الدخول في هذه البلدان، إذ إن ثمة تزايداً ملحوظا في عدد الأسر الأفريقية التي تتمتع بدخل يوفر لها نوعاً من الرفاهية، ومن المتوقع، بحسب دراسة لشركة «ماكيزي» العالمية للدراسات الاقتصادية، أن يرتفع عدد هذه الأسر من 85 مليونا إلى 130 مليونا عام 2020، وهو ما يجعل القارة سوقا استهلاكية
جاذبة لمختلف القطاعات الإنتاجية.
ولكن، رغم كل هذه الثروات والموارد والمقومات التي تؤهلها الي ان تصبح قاره المستقبل ومصنع العالم الا ان اسمها كان دومًا مقرونًا بالفقر والتخلف الناتج عن عدم استغلال امكانياتها وثرواتها الطبيعيه اضافه الي الفساد الإداري وانخفاض مستوي التعليم وغياب الكفاءات البشرية والآثار السلبية التي تركها الاستعمار وانتشار الحروب والتباينات العرقية والدينية واللغوية
إن التوجه نحو أفريقيا بديلا للصين
كمصنع للعالم لا يعني أن الأمر سيتم بين
ليلة وضحاها وإنما يحتاج إلى سياسات
واستراتيجيات عديدة وتغييرات جذرية
قد تستغرق سنوات حتي تصبح افريقيا هي قاره المستقبل .
وحاول تفهم
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *