الأدب
المهدى المنتظر.. معتقد يهودى بانتظار المسيح المخلص لم يرد ذكره القرآن؟
يوما بعد آخر يخرج علينا من يدعى إنه الإمام المنتظر، الذى يعتقد بنزوله فى آخر الزمان وفقا لبعض المعتقدات الإسلامية، بظهورها في الفترة الأخيرة من حياة البشر على الأرض أو ما يعرف إسلاميًا بـ”آخر الزمان”، ليكون هذا الشخص حاكمًا عادلًا وعظيمًا لدرجة أنه سينهي الظلم والفساد على وجه الأرض، وينشر العدل والإسلام الصحيح ويحارب وينتصر على أعداء الإسلام.
ومؤخرا تمكنت الأجهزة الأمنية بالبحيرة، من إلقاء القبض على موظف إدارى بمجلس مدينة كوم حمادة، لاتهامه بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، تروج لأفكار مغلوطة عن الدين الإسلامى، وادعائه أنه المهدى المنتظر.
لكن هذا الاعتقاد بنزول المهدى المنتظر ليس له سند فى القرآن الكريم، ولم يتم ذكر أى إشارة للإمام المنتظر فى آخر الزمان فى من سور القرآن الكريم، بل ولم ترد أحاديث للمهدي في صحيح البخاري وصحيح مسلم مفصلة، بل جاءت أحاديث بحسب المفسرين يمكن اعتبارها أحاديث مجملة يحتمل أنها عن المهدي كما في هذا الحديث من الصحيحين: أنه عن أبي هريرة قال رسول الله: “كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم” (الصحيحين).
ووفقا لدراسة الدكتور الشريف عداب محمود الحمش “المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية دراسة حديثية نقدية” فإن أحاديث المهدي ضعيفة، لم يسلم منها حديث واحد يصلح للاحتجاج به، وأن دعوى التواتر لا دليل عليها البتة، وإنما تناقلها المتأخرون عن بعض المتقدمين بمحض الثقة المطلقة بهم، من غير دراسة مدققة وفاحصة.
كما أن مفتى الديار المصرية الأسبق الدكتور على جمعة، صرح من قبل فى حلقة 26 أكتوبر 2014، من برنامجه “والله أعلم”، مؤكدا أن منهج أهل السنة ليس به ما يسمى “المهدى المنتظر”، قائلًا: «المهدى مش منتظر عندنا، ده منتظر عند الشيعة، إحنا معندناش المهدى المنتظر ده، لكنها كلمة جرت على ألسنة الناس، يقولك مثلًا (القول المختصر فى المهدى المنتظر)، وهو منتظرش ولا حاجة لأنه ممنوع الانتظار والاستحضار، لا يوجد ما يسمى بالمهدى المنتظر فى عقيدة أهل السنة.
وهو ما يتفق مع الآراء، أن اعتقاد المهدى المنتظر مستقى من اعتقاد أن المسيح هو نفسه الإمام المنتظر، متفقا مع المعتقد اليهودى، بحسب كتاب “العلامات العشر المدمرة فى التراث الدينى” تأليف محمد محمد كذلك حيث يقول : المسيح المنتظر عند اليهود ملك من نسل داوود، سيأتى بعد ظهور النبى إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودى، بل البشرى، فينهى عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص.