هل قضى معرض توت عنخ آمون على طموح لندن فى تحقيق الرقم القياسى الذى حققته فرنسا؟
استطاع معرض الملك الفرعونى توت عنخ آمون أن يحقق نجاحًا باهرًا فى فرنسا، محطما الرقم القياسى فى تاريخ تنظيم المعارض الثقافية فى فرنسا، حيث زاره 1,423,170 زائر خلال 6 أشهر بدأت من 23 مارس 2019م، لينتقل بعد ذلك إلى لندن، التى تحدت أن المعرض لديها سيحقق أعلى معدلات للزيارة فى العالم، ولكن تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن، إذا يمر العالم بحالة من الفزع بعد تفشى وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، نظرًا لارتفاع حالة الإصابات والوفاة بمختلف دول العالم، ومنها بريطانيا، حيث تزداد أعداد المصابين والوفيات يوما بعد يوم، وما زاد حدة التخوف هو وصول الفيروس إلى الحكومة البريطانية، ونظرًا لحالة الطوارئ هناك، تم غلق معرض الملك توت عنخ آمون الذى تم افتتاحه فى 1 نوفمبر 2019 وسوف ينتهى فى مايو من العام الحالى 2020.
فى بداية انطلاق المعرض فى لندن أعلنت الشركة المنظمة لمعرض “توت عنخ آمون: كنوز الفرعون الذهبى”، عن أنه اصطف آلاف الزائرين أمام المدخل الرئيسى لقاعة ساتشى منتظرين دورهم بالساعات لدخول معرض “توت عنخ آمون: كنوز الفرعون الذهبي” فى العاصمة البريطانية لندن، والاستمتاع بمشاهدة بعض كنوز الملك الفرعونى التى حلت ضيفة على مدينة لندن فى محطتها الثالثة بعد زيارة مدينة لوس انجلوس بالولايات المتحدة الامريكية و مدينة باريس بفرنسا.
وقالت الشركة المنظمة للمعرض آنذاك إنه بسبب تزاحم الجمهور أمام المدخل الرئيسى لقاعة العرض قامت إدارة القاعة بالتعاون مع الشركة بمد ساعات الزيارة اليومية للمعرض على أن تبدأ مواعيد الزيارة يوميا من الساعة التاسعة صباحا وتنتهى عند الخامسة والنصف مساء بدلا من الرابعة والنصف ما عدا يومى الخميس والسبت تنتهى مواعيد الزيارة فى تمام الساعة الثامنة والنصف مساء أما يوم الأحد فتنتهى الزيارة فى الساعة السابعة والنصف.
وفى ظل النجاح الكبير للمعرض جاءت جائحة كورونا لتقضى على أمال بريطانيا فى تحقيق الرقم القياسى فى زيارات معرض توت عنخ آمون، لكن المتحف المستضيف للقطع المصرية التى تبلغ 150 قطعة أصلية من مقبرة توت عنخ آمون، 60 منها تسافر خارج مصر للمرة الأولى، والتي ستعود فى مايوالمقبل للعرض الدائم داخل المتحف المصرى الكبير، قام بعمل زيارة افتراضية على موقع المتحف الرسمى، حتى لا يحرم المواطنون البريطانيون من زيارته خلال فترة الحظر هناك، لذا هم الآن يستطيعون زيارة المعرض من خلال الإنترنت.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، هل تطالب بريطانيا بمد فترة المعرض كنوع من التعويض عن الوقت الذى تسبب فى غلق المعرض؟، هذا الأمر ضعيف الاحتمال لأن المعارض محددة بالوقت حيث من المقرر أن تعود القطع الأثرية إلى المتحف المصرى الكبير الذى يعمل على تنفيذ سيناريو العرض المتحفى.
هناك استفسار أخر من الممكن أن يأتى إلى ذهن القارئ، هل من الممكن أن تطالب بريطانيا بتعويض عوضًا عن فترة غلق المتحف بعد جائحة كورونا؟، هذا أيضًا غير وارد لأن الظروف التى أدت لغلق المعرض خارجة عن إرادة العالم أجمع، ولهذا لا يمكن أن تطالب بريطانيا بأى تعويض مادى على الإطلاق.
ويضم المعرض 150 رقمًا بـ166 قطعة أثرية، وهى قطع مكررة عبارة عن حلى وتماثيل “أوشبتى”، وعائد المعرض يبلغ 5 ملايين دولار، إضافة إلى عائد بيع التذاكر بعد تخطى عدد الزوار 700 ألف زائر، حيث سيعود على الوزارة على كل تذكرة 4 دولارات.