اكتشافات القرن الـ 20.. مقبرة توت عنخ آمون أشهر ملوك العالم قديمًا وحديثًا
يعد القرن العشرون من أهم عصور الاكتشافات الأثرية المصرية القديمة، التى أحدثت ضجة كبيرة فى مختلف دول العالم، لما تحمله من قيمة أثرية وتراثية متميزة لتاريخ وحضارة عريقة مثل الحضارة المصرية القديمة، حيث قام بهذه الاكتشافات المثيرة علماء آثار أفذاذ حققوا نتائج وإنجازات مذهلة لم يسبق لها مثيل حين نقبوا ونشروا حضارة مصر القديمة على العالم أجمع، وفى ظل الأزمة التي تمر بها مصر وجميع دول العالم من تفشى فيروس كورونا، وتحت شعار “خليك فى البيت” نستعرض يوميا كشف من تلك الاكتشافات، واليوم نحكى عن “مقبرة توت عنخ آمون”.
تعددت المحاولات لاكتشاف مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون في وادي الملوك، فقد اكتشف الأمريكى تيودور ديفيز بين عامى 1905-1908م، إناء صغيرا من القاشانى منقوشا عليه اسم الملك توت عنخ آمون فى المقبرة رقم “54” في وادي الملوك، فاعتقد أنها مقبرة الملك توت، ثم اكتشف حجرة وحيدة صغيرة فى المقبرة “58” فى وادى الملوك، وجد فيها خبيئة صغيرة من كسرات ذهبية منقوشة باسمى الملكين توت عنخ آمون وآى، فاعتقد أيضا أنها تخص الملك توت.
ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، وظل البحث عن مقبرة الفرعون الصغير مستمرًا إلى أن جاء الإنجليزى هيوارد كارتر (1874-1939م)، الذى يعتبر من أشهر من عملوا فى حقل الآثار المصرية، نظرًا للنجاح الهائل الذى حققه بالعثور على مقبرة الفرعون الذهبى الأشهر الملك توت عنخ آمون فى صبيحة اليوم الرابع من شهر نوفمبر عام 1922م.
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، فى عام 1917م، حصل اللورد هربرت إيرل كارنارفون الخامس (1866-1923م) على موافقة مصلحة الآثار المصرية بالتنقيب فى وادى الملوك، وكان حلم كارتر العثور على مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون بين مقابر وادى الملوك، فطلب اللورد كارنارفون من كارتر أن يجرى الحفائر لحسابه فى الوادى، فقد كان الاثنان على يقين من أن مقبرة الفرعون الصغير لم تكتشف بعد، وأن الافتراضات التى ادعاها تيودور ديفيز غير صحيحة، وأن المقبرة ما تزال فى بطن الوادى لم تبح بأسرارها بعد، وكان من بين ما أكد ظنهما أن مومياء الملك الصغير لم تكتشف فى أية خبيئة مومياوات ملكية، مما يعنى أن المقبرة ما تزال سليمة لم تكتشف بعد.
وتابع، وبدأت الحفائر فى العام نفسه، ومضى دون أية نتائج مشجعة، واستمر الحفر خمس سنوات أخرى دون نتائج مرجوة. يقول كارتر مفصحا عن تمنياته الداخلية للكشف عن الحلم الذي ظل يراوده طويلا: “نعمل فى شىء لم يمس، لذا فلا أحد يعرف ما الذي ربما يجىء، أتمنى مئات المرات شيئا جيدا”.
وبعد طول عناء وسنوات عدة من الحفر المستمر، وفي يوم 4 نوفمبر 1922م، اكتشف كارتر الدرج الحجرى أسفل مدخل مقبرة الملك رمسيس السادس (المقبرة رقم 9 فى وادي الملوك). وأثبت هذا الدرج أنه أولى حلقات السلسلة التى قادت إلى مدخل المقبرة التى حملت رقم “62” بين مقابر الوادى العظيم.