الأدب

بعد قتل مواطن من أصل أفريقي..لماذا تمارس الشرطة الأمريكية العنصرية ضد السود؟

انتشر الحرس الوطني الأمريكي في مدينة مينيابوليس بعد استمرار الاحتجاجات وأعمال العنف بسبب وفاة رجل أسود غير مسلح أثناء اعتقاله من جانب الشرطة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، بينما ألقى المتظاهرون الحجارة ورسموا جداريات برش الطلاء، فضلا عن وقوع عمليات نهب لعدد من المتاجر، حسبما ذكرت وكالات الأنباء.
 
جاء ذلك بعد وفاة “جورج فلويد” البالغ من العمر 46 عاما، يوم الاثنين الماضى، وقد أظهر مقطع فيديو له وهو يحاول التنفس بصعوبة بعد تثبيته على الأرض بالضغط على رقبته بالقوة من قبل شرطي أبيض البشرة، وأُقيل أربعة من أفراد الشرطة، وقال رئيس البلدية بالمدينة إن البشرة السوداء “لا تستوجب عقوبة إعدام”.
 
وفتح مقتل المواطن الأمريكى، الجدل حول عنصرية الشرطة الأمريكية، ضد المواطنين السود فى البلاد، واستمرار العنصرية ضدهم رغم القوانين العديدة، وحتى بعد اختيارأوباما الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة وهو من أصول أفريقية، لكن يبدو أن العداء بين أفراد الشرطة البيض ضد السود لن ينتهى.
 
وبحسب كتاب “السجل الأسود لأمريكا” تأليف عصام عبد الفتاح، فإن تقارير منظمة مراقبة الشرطة الأمريكية فى واشنطن تشير إلى أن المنظمة تستقبل فى اليوم من 8 إلى 10 حالات تعذيب من الشرطة الأمريكية تجاه مواطنين سود سواء كانوا مجرمين أو مشتبه بهم.
وكذلك تفيد هذه التقارير بوجود تمييز عنصرى داخل السجون الأمريكية، حيث يصل عدد المسجونين بسبب العرق إلى أكثر من 60% من إجمالى المسجونين داخل الولايات المتحدة، كما أن هناك من يقبع داخل السجون دون تهم أو محاكمة مسبقة.
 
ويتجلى تراث العنصرية من خلال تعرض الأميركيين من أصل أفريقى للعنصرية في مختلف مناحى الحياة مثل المدرسة والجامعة، وعند التقدم للوظائف والترقية فى العمل، وعند محاولة استئجار، أو شراء مسكن، وعند الذهاب إلى الطبيب، أو العيادة الصحية وعند محاولة التصويت، وفقاً لاستبيان “التمييز في أميركا” الذي أجرته مؤسسة الإذاعة الوطنية العامة خلال الفترة من 26 يناير حتى 19 إبريل 2017، لكن أبرز مظاهر الاستهداف الممنهج، يتمثل في تعامل الشرطة معهم، إذ قتلت الشرطة الأميركية 1147 أميركياً، من بينهم 25% من الأمريكيين من أصل أفريقي، في عام 2017 وفقاً لمسح mappingpoliceviolence خريطة مراقبة العنف الشرطي، الذي أجرته حركة (TheProtesters) “نحن المتظاهرون” المناهضة للعنصرية والذي يجمع البيانات عبر مصادر FatalEncounters.org وقاعدة بيانات الشرطة للشرطة الأميركية و KilledbyPolice.net إضافة إلى إجراء بحث شامل لتحسين جودة البيانات واكتمالها؛ في وسائل الإعلام الاجتماعية، وإعلانات النعي، وقواعد بيانات السجلات الجنائية، وتقارير الشرطة وفق ما جاء في قاعدة بيانات المسح ذاته.
 
ومنذ بداية عام 2018 وحتى أكتوبر من نفس العام يقدر موقع statista الدولي المختص في البيانات عدد القتلى من الأميركيين من أصل أفريقي على يد الشرطة بـ 158 شخصاً من إجمالي 1.056 أميركياً متعددي الأجناس قتلتهم الشرطة خلال الفترة من يناير حتى بداية ديسمبر من عام 2018 بحسب بيانات خريطة مراقبة العنف الشرطي. 
 
وتبلغ نسبة السكان الأميركيين من أصل أفريقي 12.6% من إجمالي عدد الأميركيين البالغ عددهم 327.16 مليون نسمة وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء السكاني الأميركي، ويرجع الأكاديمي أسانتي سبب استهداف الشرطة لهم إلى النظرة النمطية للسود، والسبب الثاني يتمثل في رفضهم للسلوك العنصري الممارس ضدهم، وهو ما تؤكده بينا بروكينز  الناشطة في جمعية تمكين المجتمع (منظمة معنية بالتعليم والتوعية) التي تعرضت للكثير من المضايقات العنصرية كما تقول، مضيفة لـ”العربي الجديد” أن “البوليس يستهدف السود بسبب الخوف والصورة النمطية التي رسمها الإعلام عن الأسود، باعتباره عنيفاً ودائما يحمل السلاح، ما زاد من حوادث القتل بحق السود”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *