الأدب

احذر.. الوصفات الطبية الخاطئة أدت لزيادة الوفيات بـ”الأوبئة” قديما

على مدار تاريخ الأوبئة والأمراض المعدية، كان هناك العديد من الوصفات والنظريات الطبية الخاطئة بشأن انتشار الأوبئة، ومن بينها الطاعون، ومهن الأطباء والصيدلانيين الذين حاولوا معالجة الضحايا من دون جدوى، مرورا بمبنى البلدية ومجالسها التى سعى قادتها للتوصل إلى طرق للوقاية من الطاعون ومعالجته، وكانت جودة ما يقدمه الممارسون الطبيون رديئة، ولجأ الناس إلى النساء الحكيمات المحليات والساحرات اللاتى يعالجن بالأعشاب والتعاويذ السحرية، عوضًا عن زيارة الطبيب.

ويبدو أن الوضع الآن مع انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” لا يختلف كثيرا فى ظل تداول وصفات وبروتوكولات للعزل المنزلى خاطئة، وهو ما حذرت منه وزارة الصحة، حيث شددت الوزارة على عدم تداول تلك البروتوكولات الخاطئة، مما قد يشكل خطورة كبيرة على حياة المرضى، أو يسبب ارتباكا للفرق الطبية العاملة فى مستشفيات الفرز والعزل.

النوايا فى تداول وصفات أو بروتوكولات صحية ربما تكون حسنة، هدفها المنفعة، لكن عدم التأكد من صحتها هو الشر نفسه، وبالنظر إلى الماضى، إلى ذلك، فإن أطباء العصور الوسطى حاولوا جاهدين إيجاد حل لتخفيف معاناة المصابين ومساعدتهم على النجاة من الموت، أدى ذلك لظهور طرق مداواة تعتبر فى يومنا الحاضر غريبة ومضرة بالصحة، ساهمت فى زيادة عدد الوفيات، ففى الغالب، تسببت هذه الطرق القديمة فى زيادة معاناة المرضى وجعلتهم يفارقون الحياة فى ظروف صعبة.

ووفقا لبعض التقارير والمصادر، خلال فترة ظهور الطاعون الدبلى، صنفت عمليات الفصد كأهم الأودية وأشهرها بأوروبا، حيث لجأ المختصون حينها لإحداث شق بأحد الأوردة الرئيسية للجسم بهدف استخراج الدم، كما لجأ العديد من الأطباء للاستعانة بدودة العلق التى وضعت على الجروح لسحب الدم.

وكان هذا العلاج محفوفا بالمضار والمخاطر، حيث عانى المصابون بالطاعون الدبلى من ضعف المناعة، كما أدى سحب المزيد من دمهم لإنهاك أجسادهم، وتعجيل وفاتهم خاصة مع ظهور مزيد من التعفنات بمواقع الفصد على الجسد.

أيضا، لم يتردد الأطباء في مهاجمة ما شاهدوه سببا للمرض فلجأوا لفقء الدبل المنتشرة على أجساد المرضى متسببين في زيادة معاناتهم حيث ترافقت هذه العملية مع خسارة المصابين لمزيد من الدماء وظهور تعفنات إضافية على أجسامهم.

وخلال فترة تفشى الطاعون “الموت الأسود” أيضا فى العصور الوسطى، عرفت طريقة العلاج بالدجاج كأغرب طريقة لمجابهة الطاعون الدبلي أثناء العصور الوسطى، فمن خلالها، عمد الأطباء لوضع الجزء الخلفي للدجاج على مكان الدبل، وأحيانا كان يتم تثبيت الدجاج بتلك الطريقة نحو المريض اعتمادا على الحبال والأشرطة.

وقد جاء ظهور هذه الطريقة الغريبة بعد حديث أطباء العصور الوسطى عن إمكانية قيام الجزء الخلفي للدجاج بسحب السموم الموجودة بالدبل وإنقاذ المرضى.

كما لجأ كثيرون لطحن الزمرد وتحويله لمسحوق خلط في الغالب مع المشروبات أو مع الخبز قبل تقديمه للمصابين بالطاعون، وقد أدت قطع الزمرد الصغيرة والحادة لإحداث جروح بليغة بالجهاز الهضمي للمرضى وعجّلت بوفاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *