بعد الزعم بنبش قبره فى سوريا.. هل يكره الشيعة الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز؟
يبدو موقف الشيعة من جميع الخلفاء الأمويين عدائيا، بسبب الخلاف التاريخى بين الإمام على كرم الله وجهه والحسن والحسين من جهة، وبنى أمية وعلى رأسهم معاوية بن أبى سفيان، وابنه يزيد بن معاوية من جهة أخرى، وبقية أمراء بنى أمية ومنهم بالتأكيد عمر بن عبد العزيز.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى تسجيلات مصورة تظهر نبش ضريح يُعتقد أنه للخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز على يد مليشيات فى قرية دير شرقى قرب معرة النعمان بريف إدلب (شمال غربى سوريا)، وأظهرت التسجيلات المتداولة نبش ثلاثة قبور يضمها الضريح، ويعتقد أنها للخليفة عمر بن عبد العزيز وزوجته فاطمة بنت عبد الملك وخادم الضريح أبو زكريا بن يحيى المنصور، كما عمّ المكانَ الخرابُ، وبدا الضريح خاليا دون أن يتضح المكان الذي نقلت إليه محتوياته.
وليست هذه المرة الأولى التى تنبش فيها مجموعات لقبور في سوريا، فقد أظهرت تسجيلات مصورة نبش عناصر من قوات النظام قبور معارضين في مناطق دخلوها بعد معارك مع المعارضة فى ريف إدلب، ويبقى السؤال هنا، هل يكره الشيعة الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز رغم ما عرف عنه من عدل وتسامح، ورغم علاقته القوية بالإمام أبو جعفر محمد الباقر؟
الشيعة موقفهم واحد من جميع الخلفاء خاصة أبناء بنى أمية، ويرونهم مشتركون فى اغتصاب السلطة من الإمام على وأبنائه، والتى هى بحسب معتقدهم حق من حقوق الأئمة المعصومة عندهم، ويرى غلاة الشيعة أن جميع خلفاء بنى أمية، يستحقون العذاب الأليم يوم القيامة، سواء اظهروا العدل أو الجور.
ويبدو أن موقف الشيعة من خلفاء بني أمية، يشمل جميع خلفائهم، وذلك استنادا لحديث منسوب للإمام جعفر الصادق، يتحدث فيه عن النار، يقول فيه: “وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو أُمية لأنّه هو لأبى سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة، يدخلون من ذلك الباب فتحطّمهم النار حطماً، لا تسمع لهم فيها واعية، ولا يحيون فيها ولا يموتون”.
ويرى الشيعة أن مواقف الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، التى عرفت بالعدل والتسامح، ما هى إلا ذكاء سياسى لأنه فيما يبدو من واقع الأحداث أنه لم يشأ أن تخرج الخلافة عن الأمويين ورأى بذكائه الشديد أن الاستمرار فى الظلم والفساد سيقود الشعب إلى الثورة ضد الأمويين والى سقوط الدولة الأموية.
بالطبع هناك أسباب رئيسة تبدو سببا لموقفهم المتشدد من عمر بن عبد العزيز هى أن عمر أموى فجده لأبيه هو مروان بن الحكم وعمه هو عبدالملك بن مروان وعمر كان يحبه بشدة رغم انه طاغية وسفاح وكذلك تزوج من ابنته، كذلك يأخذون على عمر أنه لم يحاول خلع يزيد بن عبدالملك من ولاية العهد رغم اختلافه مع يزيد.