الخاطبة.. مهنة عرفها المصريون منذ العصر الفاطمى ولا يزال صداها قائما
واحدة من المهن التي كانت تتمتع برواج كبير، إذ كان يعرفها الرجال والنساء هى مهمة “الخاطبة”، ورغم انحصار المهنة بشكل كبير، ما زال يلجأ إليها العديد من الناس، واسمها لا يزال يتردد فى بيوت كثيرة وعلى ألسنة الكثيرين، خاصة فى الوقت الراهن الذى تضاءلت فيه معدلات الزواج، لتلبى لهم طلباتهم بسرعة.
وظهرت مهنة الخاطبة لأول مرة فى العصر المملوكى، وكانت “الخاطبة” أحيانا تنتحل مهنة الدلالة لتستطيع دخول البيوت، وتحضر الخاطبة حفل الزواج حيث تكون موضع تقدير وتدليل من الطرفين.
واشتهر وجود “الخاطبة” فى الأحياء الشعبية غير أن وجودها فى المناطق والأحياء الغنية كان نادرًا، لسهولة تعارف أبناء الطبقة الغنية عبر ارتيادهم الأماكن ذاتها مثل النوادى والسينمات وغيرها، إلا أن أبناء الطبقة الفقيرة والأحياء الشعبية يشعرون بالحرج من التعارف المباشر وكانوا لا يزالون يحتفظون بالعادات والتقاليد التي تحتم “دخول البيوت من أبوابها” لذا كانوا يرسلون فى طلب الخاطبة التى غالبًا تكون على دراية جيدة جدًا بكل بيوت المنطقة من كبيرها لصغيرها وشبابها وفتياتها.
أخذت مهنة “الخاطبة” أشكالًا مختلفة مع التقدم فى عصر الانفتاح ثم الألفية الجديدة وصولا إلى عصر الفيسبوك وسناب شات، ظل تطور الخاطبة يومًا بعد يوم وأحيانًا تختفى وأحيانا أخرى تظهر، لم يعد فى عصر الانفتاح في السبعينات لوجودها معنى بشكلها المعروف، بل صارت تتخذ أماكن معينة تناسب شباب هذه المرحلة.
ورغم تقدم العصور، فإن هذه المهنة مازالت باقية بعض الشيء، ومازال يلجأ إليها العديد من الناس، واسمها مازال يتردد في بيوت كثيرة وعلى ألسنة الكثيرين، خاصة في الوقت الراهن الذي تضاءلت فيه معدلات الزواج، لتلبي لهم طلباتهم بسرعة.
و ظهرت الخاطبة في أعمال فنية أخرى، منها فيلم “ليلة الدخلة”، من إنتاج عام 1950، والذى ألقى الضوء على بعض المشاكل التي قد يسببها الاعتماد الكلى على الخاطبة، مثل اختلاط عنوان منزل العروس عليها، ما جعلها تتوسط للحديث مع أهل عروس آخرين عن طريق الخطأ.