عضو فى البرلمان الأوربي يفتح النار على حكومة السراج: فاقدة للشرعية
صرح عضو البرلمان الأوربي خافيير نارت عضو لجنة الشؤون الخارجية الأوروبية واللجنة الفرعية للأمن الأوروبي أمس خلال مشاركته في مؤتمر نظمه مركز بروكسل الدولي للبحوث بعنوان “تطورات الازمة الليبية ” بأن تبعية السراج الكاملة الى تركيا لا تؤهله ان يكون ممثلا شرعيا للشعب الليبي حيث لا يجوز أن يكون الممثل تابعا لجهات خارجية.
واعتبر البرلمانى الأوروبى بأن هذا التواطؤ مسيئ جدا لليبيين ويعزز الفوضى والحروب وقوة الميليشيات.
وأضاف خافيير نارت “إننا صنعنا وحشا في طرابلس ولم نتمكن من السيطرة عليه”، وأضاف بأن سكان المناطق الشرقية ينظرون إلى المشير حفتر بأنه قادر على صنع السلام والاستقرار وتحقيق التنمية المطلوبة، وفي إشارة إلى استقرار الأوضاع في المنطقة الشرقية، ذكر أن اللاجئين والمهاجرين يسعون جاهدين لمغادرة المناطق التي تُسيطر عليها ما تُسمى بحكومة الوفاق الوطني، وتساءل لماذا لا تغادر الجموع المماثلة المنطقة الشرقية، وأجاب بالقول إن في ذلك دليل واضح على مدى استقرار الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها حكومة مجلس النواب.
أضاف خافيير نارت بالقول إن الحديث عن شرعية حكومة الوفاق هو ضرب من العبث من المنظورين السياسي والقانوني، خاصة وأن أي حكومة في طرابلس لم ولن تحظى بالشرعية إن لم يوافق عليها مجلس النواب المنعقد في طبرق، وأضاف أن فايز السراج لا يمثل واقعا قانونيا مقبولا لأنه يتحكم في حفنة من الميليشيات المنفلتة، والتي كانت حتى زمن قريب تتقاتل فيما بينها دون أن تعير اهتمامها للدُمية المسماة السرّاج على حد تعبيره.
وتابع نارت بأن عدم لجوء الدول الغربية إلى التفاهم مع حكومة مجلس النواب يُعد ضربا من الغباء، لأنه يُغفل النظر إلى الحقائق على الأرض، وأوضح بأن سيطرة تلك الحكومة على مناطق الإنتاج النفطي، الذي يُعد المورد المالي الرئيس يعزز هذه الفكرة، وقال إن على الغرب التواصل البناء مع هذا الشريك الرئيس وإلا ستكون العواقب وخيمة على الجميع، وذكر أنه أوضح للبرلمان الأوروبي ذلك المفهوم، وشرح لهم أن القوة الحقيقية للجيش والأجهزة الأمنية تتركز بيد حكومة مجلس النواب، وهذا ما تفتقده حكومة الوفاق تماما، وأن هذا المنظور العسكري والأمني أحد أهم الأسباب التي ينبغي أن تدفع الأوروبيين للتعاون المثمر مع حكومة مجلس النواب في طبرق، والتي يجب أن يعترف بها الأوروبيون باعتبارها الحكومة الشرعية والمسيطرة على مقاليد الأمور في الواقع.
بدوره أشار رمضان أبو جزر مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث الى أهمية النقاط التي وردت في كلمة خافيير نارت وخاصة بما يتعلق بضرورة سياسة أوروبية جديدة اكثر فاعلية تجاه ليبيا من شأنها تعزيز فرص السلام واستعادة الاستقرار ووقف المعارك بين الفرقاء الليبيين والعمل مباشرة على تفعيل بنود اتفاقية برلين الأخيرة و منع تدفق الأسلحة والمقاتلين الى الأراضي الليبية .
و ختم أبو جزر بان مركز بروكسل الدولي للبحوث سوف يقوم بإصدار توصيات المؤتمر الأسبوع القادم والتي سوف تأخذ طريقها الى صناع القرار الاوربيين ( المفوضية الاوربية و المجلس الأوروبي ورئاسة البرلمان الأوربي ) والأمم المتحدة وحلف الناتو والمنظمات الدولية الفاعلة و عدد من دول الإقليم .
جدير بالذكر أن هذا المؤتمر حضره عدد كبير من البعثات الديبلوماسية ممثلة بسفارات داخل بروكسل وخارج اوروبا أيضا وأكثر من 20 ممثلي جامعات العلوم السياسية في أوروبا، بالإضافة ممثلي وزارات خارجية و دفاع لخمس دول اوربية فضلا عن عدد كبير من الصحفيين الأجانب المهتمين بالشأن الليبي حيث تجاوز الحضور 150 شخصية ممثلة لمراكز أبحاث و مؤسسات و اكاديميين و شخصيات سياسية و إعلامية.
يندرج هذا المؤتمر ضمن سلسلة دراسات وأبحاث ينظمها مركز بروكسل الدولي للبحوث ضمن برنامج ” إعادة التفكير في الامن من منظور أوروبي 2020 ” وهذا هو المشروع الأكبر لمركز بروكسل الدولي للبحوث لعام 2020.