الأدب
قرأت لك .. “فى العنف” كيف كان العالم “مشتعلا” فى سبعينات القرن الماضى
يناقش كتاب “فى العنف” لـ حنة أرندت، ترجمة إبراهيم العريس، العنف فى الكائن الإنسانى وفى المجتمع، كما يتناول الصلة بين العنف والسلطة فى مجتمعاتنا المختلفة، إذ هما يظهران دائماً معاً، ففى المجتمعات التى يحكمها القانون، تطغى السلطة، إلا أن الدكتاتوريات وحالات الغزو الخارجى تجعل العنف يطغى، فى صورة عارية وكوسيلة سيطرة لبعض الناس على بعضهم الآخر، وفى حالات معينة يصبح العنف إرهاباً بحيث تستعجل الوسائل الوحشية، ليس ضد أعداء الطاغية وحدهم، بل أيضاً ضد أصدقائه ومؤيديه. هنا، تبدأ الدولة البوليسية بالتهام أبنائها.
وقالت “هدى عمران” عن الكتاب:
كانت حنّة أرندت (1906- 1975) تحضّر لنيل درجة الدكتوراه فى فلسفة الحب من “جامعة ماربورج” فى ألمانيا عندما اجتاح النظام النازى البلاد وبدأ بملاحقة اليهود، وبالتالى ملاحقة أردنت المنتمية إلى عائلة يهودية، ما اضطرها للهرب إلى فرنسا بعد احتجازها فى ألمانيا لمدة أربعة أيام، ثم تعرّضت فى فرنسا أيضاً للحجز فى معسكرات الاعتقال على يد الفرنسيين أنفسهم، وبمعجزة، استطاعت الفرار إلى الولايات المتّحدة الأميركية عام 1941، ثم عملت مراسلة لمجلة الـ “نيويوركر” وغطت محاكمات إيخمان فى القدس، الذى أُدين بتورّطه فى المذابح ضدّ اليهود فى أوروبا.
دفعتها هذه المحاكمات للكتابة عن مفهوم تفاهة الشر، وأقرّت للخير الجذرى عند الإنسان الذى رأته متأصّلاً فى البشرية عكس الكثير من الفلاسفة الذين نظروا إلى فطرة الإنسان باعتبارها الشر.
فى كتابها “عن العنف” تفرّق أردنت بين العنف القديم وعنف المجتمعات الحديثة الذى لا يهدف إلى النصر المطلق لكن لإخضاع الخصم عن طريق وسائل القهر المختلفة.
وتفرّق بين ثلاثة أصناف للعنف تستخدمها السلطة هي: العنف العسكرى، القمع، والعنف الناتج عن التقدّم التكنولوجى الذى يقضى على حرية الإنسان التى أساسها حرية الفكر، علاوة على استخدام الأنظمة السياسية لهذا التقدّم للتسلّح العسكري. وهذه النقطة بالذات مفهومة وقت نشر الكتاب حيث أوج الحرب الباردة وسباق التسلّح بين الولايات المتّحدة الأميركية والاتّحاد السوفيتى.