النساء فى عالم التجسس من زمن الحاكم بأمر الله لـعهد محمد على
يعتقد البعض للوهلة الأولى أن علاقة النساء بالجاسوسية يتعلق بعميلات جاسوسية فى العصر الحديث ولكن الأمر غير ذلك، بل نتحدث عن مشاركة المرأة فى أعمال التجسس واقتحامها المجال مع الرجال والدور الأمنى والسياسى الذى قامت به النساء فى العصور الوسطى فى مصر والمنطقة العربية فى خضم الحروب الصليبية وغيرها من أحداث سياسية مهمة.
وقال الباحث والأثرى شريف فوزى، منسق عام شارع المعز، يعتقد كثيرون من الناس أن المرأة كانت مهملة فى العصور الوسطى، وهذا غير صحيح بالمرة فقد كانت عالمة ومتعبدة وتاجرة وتمارس التجارة، ولها العديد من المنشآت التجارية والدينية والمدنية ومارست كذلك العديد من المهن بل حتى كانت مفاوضة سياسيه تذود عن ابنها السلطان الصغير وتصعد أسوار القلعة للتفاوض مع المتمردين، وهنا أتحدث عن أم السلطان المملوكى الشهير الناصر محمد بن قلاوون.
وأوضح شريف فوزى، نعود للحديث عن مشاركة النساء فى التجسس الأمنى فنجد فى عصر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، والذى كثر عليه اللغط من تصرفاته وسلوكياته وتضييقه على الناس أنه أنشأ ما يمكن أن نسميه فرقة من النساء العجائز فى دورب القاهرة تستطعن دخول البيوت بكل سهولة بأى حجة مثل البيع والشراء على سبيل المثال، ويقمن بعمل تقارير عن تلك البيوت وعن علاقات الحب والغرام بها، ورفعها إلى من هم أعلى رتبه منهم ومن ثم إلى الحاكم فكانت فرقة العجائز تلك مثل المصطلح الحديث طابور خامس.
أما إذا انتقلنا إلى العصر الأيوبى حيث الحروب الصليبية المستعرة فى الشام ومصر، فأشار شريف فوزى، إلى أن سلاطين الدولة الأيوبية مثل المعظم عيسى بن العادل، استطاعوا تجنيد النساء الأجنبيات الأفرنجيات، والتى نقلت له أخبار الصليبيين وملوكهم فى أوربا عن طريق أحد فرسانهم التى كانت على علاقة به حتى إذا ما اكتشف هذا الفارس تجسسها لصالح المعظم عيسى استمالته بحسنها وجمالها حتى أقنعته وجندته وأصبح يسلمها خطابات إمبراطوره مختومة والتى تصل بدورها للمعظم عيسى حتى يأخذ حذره من أى غزو محتمل، كما كان لنساء المسلمين دورا هاما فى نقل اخبار تحرك الفرنج فى فلسطين والشام وغيرها.
وفى العصر المملوكى، أوضج الباحث شريف فوزى، أن بداياته كانت لشجرة الدر جواسيس من النساء عند زوجها المعز أيبك أبلغوها بمؤامرته لقتلها فبادرت هى بقتله، وفى عصر السلطان برقوق مؤسس دولة المماليك الجراكسة نجد أن من إحدى مؤامرات الإغتيال الذى دبرها له أحد الأمراء المقربين إليه، وذلك بعد تحذير إحدى النساء من تلك المكيدة لبرقوق وأوصته بعدم الذهاب لزيارة هذا الأمير حيث المؤامرة.
أما فى عصر محمد على، فلفت شريف فوزى، نجد الشخصية القوية والهامة واحد أهم رجال محمد على وكتخداه أى نائبه وكان كذلك رئيس دواوينه أى حاليا رئيسا للوزراء أنه لاظوغلى صاحب الميدان الشهير بوسط القاهرة واحد القلائل الذين علموا وخططوا لمذبحة القلعة الشهيرة ضد المماليك بل وشارك فيها، قام محمد لاظ أو لاظوغلى بتأسيس بدايات الأجهزة الأمنية السرية من خلال شبكة من العيون والجواسيس والتى تتنكر فى القهاوى والأماكن المختلفة لجمع المعلومات وعمل تقارير بها وكانت مركز جمع واستلام تلك التقارير امرأة فى السيدة زينب كانت تقوم باستلام التقارير الأمنية والمعلوماتية وتجمعيها وتسليمها للاظوغلى، وهكذا شاركت النساء الرجال فى أعمال التجسس وجمع المعلومات فى العصور الوسطى وحتى فى عصر محمد على