الأدب

حسين عبد البصير: التمثال الألمانى لـ إيزيس “حتى مع اختلاف شكله”

اكتشف علماء آثار ألمان تمثالاً صغيراً من العصر الرومانى للمعبودة المصرية القديمة إيزيس، وجاء الاكتشاف للتمثال الذى يبلغ طوله نحو ثمانية سنتيمترات والمصنوع من الصلصال خلال حفريات فى مدينة كريفيلد غربى ألمانيا، وقال باحث الآثار التابع لمدينة كريفيلد، هانز بيتر شليتر، هذا اكتشاف غير عادى من العصر الرومانى فى منطقة الراين السفلى.

حسين عبد البصير: التمثال الألمانى لـ إيزيس "حتى مع اختلاف شكله"

أوضح شليتر، حسب ما ذكر موقع وام 24، ان التمثال الذى تم العثور عليه لامرأة تجلس على العرش وتضع طفلاً على أرجلها، وهذا التصوير للآلهة المصرية هو نموذج لسيدتنا مريم ويسوع الطفل، وكانت قوات مساعدة رومانية قد تمركزت فى مدينة كريفيلد من عام 70 بعد ميلاد المسيح.

وجرى اكتشاف التمثال الصغير ومعه إبريق من الصلصال فى حفرة نفايات قديمة، من جانبه، قال عالم الآثار إريك شبونفيله إن هذا الإناء ربما كان جزءا من مذبح منزلى، ويعرض تمثال المعبودة إيزيس داخل المتحف الأثرى فى مدينة كريفيلد إلى جانب اكتشافات أخرى من بينها عملات معدنية وجرار وأسلحة وهيكل عظمى لخيل.

يشار إلى أن عملية التنقيب التى تمت منذ عامين أسفرت عن العثور على 90 ألف اكتشاف، وكان المعسكر جزءً من تأمين الحدود الرومانية على نهر الراين فى مواجهة القبائل الجرمانية، وحسب رأى علماء الآثار الألمان، فإن من الممكن أن يندرج هذا الشريط الحدودى (للإمبراطورية الرومانية) فى ولاية شمال الراين ويستفاليا على قائمة اليونسكو للتراث العالمى، ومن المحتمل أن تصدر المنظمة الأممية قراراً بهذا الشأن فى يوليو من العام المقبل.

ومن جانبه قال عالم الآثار المصرية الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار فى مكتبة الإسكندرية إن المعبودة المصرية إيزيس قد غزت العالم قديمًا، خصوصًا فى الفترة الرومانية. وكانت الإلهة المصرية تحارب فى البداية من جانب الإمبراطورية الرومانية، ثم صار الأباطرة الرومان يعترفون بها. وكان الجنود والبحارة فى الفترة الرومانية يرفعون تمثال إيزيس كربة حامية إذا تعرضوا لأية مخاطر كارتفاع مياه البحر أو تعرضوا للغرق. وكانت معابد إيزيس تبنى بكثرة فى أرجاء الإمبراطورية الرومانية فى أوروبا الحالية، خصوصًا فى إيطاليا وألمانيا، وكان الجنود الرومان يتعبدون لها كإلهة حامية وربة محلية فى عدد كبير من المدن والمقاطعات فى الإمبراطورية الرومانية، وإذا كان التمثال يختلف عن تماثيل أيزيس فى الحضارة المصرية القديمة لأن هذا يرجع إلى تشكيل التماثيل حسب الثقافة المحلية لكل عصر.

ويؤكد هذا على عظم الديانة المصرية القديمة والثقافة والحضارة المصرية وغزوها لأوروبا فى العصر الرومانى حين كانت إيزيس المصرية سيدة لروما وغيرها من مدن ومقاطعات الإمبراطورية الرومانية، وفى الفترة المسيحية تم تشبيه وتصوير السيدة مريم العذراء بالمعبودة إيزيس والسيد المسيح بالرب حورس الطفل، خصوصًا فى المشهد الشهير لجلوس حورس على حجر أمه المعبودة إيزيس والسيد المسيح على حجر أمه السيدة مريم العذراء عليهما السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *