يجرى العلماء اختبارات على لقاح الحصبة MMR لاستخدامه لمنع تعفن الدم الذي يقتل العديد من المصابين بفيروس كورونا، حيث يدرس الباحثون بجامعة تولين الأمريكية استخدام اللقاح في تخفيف آثار فيروس كورونا ويساعد على تفسير سبب إصابة معظم الأطفال بأعراض خفيفة، بحسب موقع جريدة الدايلي ميل.
ولاحظ الباحثون معدلات عالية من الإنتان- وهو رد فعل مناعي للعدوى – لدى مرضى فيروس كورونا في الصين.
إلى جانب أبحاثهم حول الإنتان في الفئران التي تم تطعيمها ضد الحصبة، يشتبه العلماء في أن اللقاح قد يساعد في مكافحة الاستجابة المناعية الالتهابية الخارجة عن السيطرة التي تقتل في نهاية المطاف العديد من مرضى فيروس كورونا.
علاوة على ذلك، يأمل العلماء في أن اللقاحات ضد الفيروسات الأخرى – مثل الحصبة والسل – قد تكون لديها بعض القدرة على مكافحة كورونا.
وإذا أثبتت نظريتهم صحة ذلك، فقد يكون التطعيم الحديث نسبيًا ضد الفيروسات مثل الحصبة قد ساعد على حماية معظم الأطفال من الإصابة بمرض شديد من فيروس كورونا.
تعمل اللقاحات مثل MMR – الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية – عن طريق إدخال الجسم نسخة ضعيفة من فيروس (أو فيروسات) من أجل تعليم جهاز المناعة لمحاربته، ولا يحتوي اللقاح على ما يكفي من الفيروسات لإحداث عدوى فعلية، ولكنه يعد الجسم للاستجابة عند وجود فيروس حقيقي أكثر قوة.
.jpg "29382776-8400625-image-a-1_1591658760183 (1)")
وقد يكون ذلك عندما يتم تجهيز الجسم للاستجابة للعدوى، يكون هناك خطر أقل بأن يصبح الجهاز المناعي مفرط النشاط.
في مرضى فيروس كورونا، يرسل الفيروس الذي لا يوجد لدينا أجسام مضادة له، الجسم إلى نوع من حالات الذعر.
تقوم البروتينات التي تسمى السيتوكينات بإصدار الإنذار، أو إشارة للاستجابة.
ولكن عندما يواصل الجهاز المناعي المحاولة ويفشل في محاربة العدوى، تستمر أجهزة الإنذار في سماعها ويواصل الجهاز المناعي إرسال المزيد من الخلايا لمحاربة العدوى، مما يتسبب في حدوث التهاب خارج السيطرة في العديد من مرضى كورونا، ويُعرف هذا الالتهاب متعدد الأنظمة باسم الإنتان.
وتعتقد الدكتورة ميري نوفر في جامعة تولين أن لقاح MMR وكذلك السل يمكن أن يقاوم الإنتان وقال: “لقد رأينا أن هذه اللقاحات تسبب استجابة مناعية تتحكم في الالتهاب”.
وأضافت “اللقاحات الموهنة الحية لها كل هذه الفوائد غير النوعية، وفي حين أن هذا لن يكون استجابة مناعية ضد فيروس كورونا ، فإنه يمكن أن يخفف الالتهاب المرتبط مباشرة بموت فيروس كورونا.”
عندما تسبب الالتهاب في تعفن الدم في الفئران، ماتت جميعًا في 48 ساعة.
ولكن عندما قامت هي وفريقها بتلقيح الفئران بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ثم تسببت في تعفن الدم، لم يصيبهم كورونا.
في العديد من الدراسات التي أجريت على مرضى الفيروس التاجي ، أصيب 50٪ من 100 في المائة من المرضى المصابين بأمراض خطيرة بإنتان ، وعادة ما يكون سبب الوفاة.
لذا فإن الدكتورة نوفر وفريقها يتكهنون بأنه حتى إذا لم تمنع الإصابة بفيروس كورونا بشكل مباشر ، فإن لقاحات MMR أو السل قد توفر بعضًا من الحماية ضد الإنتان لمرضى كورونا.
