الأدب

أمسية افتراضية عن بعد نظَّمها بيت الشعر بدبي،،، توهَّج قصائد «شاعرات من الإمارات»

نظَّم بيت الشعر في دبي، التابع لمؤسَّسة محمد بن راشد أل مكتوم للمعرفة، الأسبوع الفائت أمسية شعرية لـ «شاعرات من الإمارات» عبر منصة «زووم» الافتراضية، شارك فيها كلٌّ من الشاعرة صوغة، والشاعرة سليمة المزروعي، والشاعرة حمدة المر المهيري، والشاعرة نايلة الأحبابي، والشاعرة هنادي المنصوري، والشاعرة حمدة العوضي، وأدارتها الإعلامية رشا رمضان.
في مستهل الأمسية رحَّب سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالشاعرات الإماراتيات ونقل لهنَّ تحيات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد أل مكتوم رئيس مؤسَّسة محمد بن راشد أل مكتوم للمعرفة وتمنياته لهنَّ بأمسية شعرية طيبة.
وأضاف سعادة جمال بن حويرب أنَّ الشعر يعكس جمال الروح، ويبيِّن عمق الوجدان الإنساني ويعطي قيمة وطنية كبيرة تكبُر من خلالها الأجيال على الموروث الاجتماعي الغني بقيم الخير والمحبة والعطاء، ودور الشعراء مهم في هذا الميدان لتعميق تلك القيم وتأكيدها بكلمات تنبع من القلب، وتستقر في أفئدة البشر، وتُحفظ في كتب التاريخ.
وأشار سعادة جمال بن حويرب إلى أنَّ هذه الأمسيات لا تعوِّض الأمسيات الحية والتفاعل المباشر مع الجمهور، ولكنها (رغم افتراضيتها) تظلُّ خيرَ استثمار للتقنية المعاصرة في ظلِّ التباعد الاجتماعي ليبقى الناس على صلة بالمعرفة والتواصل الثقافي والأدبي، وتمنَّى بن حويرب للشاعرات التوفيق والسداد في مستقبلهنَّ الشعري.
ووسط حضور نخبوي على منصة زووم الرقمية انطلقت فعاليات الأمسية حيث قرأت الشاعرة حمدة المر نماذج من قصائدها الوجدانية التي استلهمت فيها الموروث العربي وطوعته بلهجة عامية ليصبح شعراً عميق الدلالة والمعنى.
كما قرأت الشاعرة هنادي المنصوري بعضاً من نصوصها الوطنية كانت أبرزها قصيدة حيّت فيها أمهات الشهداء، وأيضاً قدمت الشاعرة نائلة الأحبابي بعضاً من قصائدها ذات البعد الفكري حيث طفحت بالأبيات بالحكمة والأسئلة.
ثمَّ قرأت الشاعرة صوغة قصائد من عمق إحساسها الوطني تناولت فيها أطياف الحياة العامة من خلال شخصيات حيَّتهم بروح التقدير والاحترام.
ومع الشاعرة سليمة المزروعي توقَّف الجمهور عند وجدانيات عالية البوح خرجت من روح مليئة بالشجن، وحملت كلماتها الكثير من المعاني التي تعيش عبر الأزمنة والأمكنة.
وعبر قصائد حمدة العوضي انتقل الجمهور إلى حالات اجتماعية مألوفة كانت أكثرها تميزاً قصيدة وجدانية موجَّهة إلى الجدّة التي تحبُّ الشعر وتنظمه.
وخلال ساعتين من البوح الجميل تناقلت الشاعرات الأدوار بينهن وعملت الإعلامية رشا رمضان مديرة الحوار إلى تحفيز الشاعرات بأسئلة ذكية عن علاقتهن بالشعر وعن بدايتهن؛ فتحوَّلت الأمسية إلى جلسة حوارية وأمسية شعرية في آنٍ واحدٍ.
وفي ختام الأمسية كان هناك الكثير من الأسئلة من قِبَل الجمهور الافتراضي الذي تابع الأمسية بشغف لأكثر من ساعتين متفاعلاً، حيث طرح بعض الجمهور مداخلة نقدية أغنت الأمسية، في حين فضَّل بعضهم قراءة أبيات من تجربته الشعرية لتزداد الأمسية وهجاً مع جمهور عاشق للشعر وحب للأدب.
يذكر أنَّ بيت الشعر في دبي نظَّم العديد من الأمسيات الشعرية خلال السنوات الماضية التي كان لها حضورها المميز في الساحة الثقافية المحلية، واستضاف فيها العشرات من الشعراء الإماراتيين والعرب والعالميين، ما أثرى الساحة الثقافية بالمزيد من الوهج الشعري المتميز.

شاعرات من الإمارات في سطور

صوغة: بدأت مسيرتها الشعرية في التسعينيات، وشاركت في برامج شعرية في إذاعتي دبي وأبوظبي، ونشرت في الصحف اليومية، وشاركت في 27 أمسية وأصبوحة شعرية.
سليمة المزروعي: مديرة بيت الشعر في جمعية الفجيرة الاجتماعية وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والمهرجانات الأدبية.
حمدة المر المهيري: شاعرة ورسّامة وأخصائية إعلام، لها ديوان شعري (خفايا خفوق) و(لبست عطرك) شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية المحلية والخليجية؛ ومنها مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، ومهرجان خريف صلالة، ومهرجان ليالي المنامة. حصدت المركز الخامس في الموسم التاسع لشاعر المليون.
نايلة الأحبابي: شاعرة وفنانة تشكيلية، عضو في منتدى شاعرات الإمارات وعضو في نخبة النون الأدبية وصاحبة مبادرة استدامة كتاب وقدمت العديد من المحاضرات والورش في الجامعات والمدارس والمكتبات.
هنادي المنصوري: قامت بتنظيم وإدارة أنشطة ملتقى شاعرات الإمارات، في عام 2002، صدر لها كتاب (جلست ذات يوم) وحازت قصيدتها (عشق الوطن) المراكز الأولى في المسابقة الوطنية.
حمدة العوضي: أستاذة محاضرة في كليات التقنية، حصلت على جوائز شعرية عديدة؛ منها جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات، وجائزة المرأة الإماراتية للآداب والفنون، وجائزة رأس الخيمة للمعلم المتميز.

ويعدُّ «بيت الشعر»، الواقع في منطقة الشندغة التراثية على ضفاف خور دبي الشهير، من أهم الصروح الثقافية التي تحتفي بالأنشطة والفعاليات الشعرية، واستضافة الفعاليات والملتقيات والمعارض لمختلف الفنون الأدبية الأخرى في دبي وعلى مدى العام. وتقوم مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالإشراف على بيت الشعر، بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون، بهدف تمكين الشعر والشعراء من القيام بدور أكبر وفاعل في المجتمع، ودعم الشعر العربي والشعبي من خلال ترويجه وتواصله عالميًّا، وكذلك اكتشاف وتطوير قدرات ومهارات الشعراء الإماراتيين، وتشجيع الموهوبين وإعطائهم الفرص لعرض إبداعاتهم الشعرية، إضافة إلى رفد اللغة العربية وعلومها وإثراء الشعر- الذي يُعدُّ أحد أركانها- ودعمه من خلال نشر الدراسات الشعرية ورقيّاً وإلكترونيّاً.
وينظِّم «بيت الشعر» العديد من المبادرات الهادفة إلى دعم الشعراء، ومن هذه المبادرات: المبادرة العامة لنشر وطباعة وتوزيع دواوين الشعراء الشباب، حيث سيقوم بيت الشعر بإعداد خطة تهدف إلى رعاية المواهب الإماراتية في مجال الشعر، والترويج والتسويق لأعمالهم الشعرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *