الأدب
مذكرات ميشيل أوباما فى الأكثر مبيعا.. الكتاب يستحق أم نكاية فى ترامب؟
واصل كتاب “وأصبحت” السيرة الذاتية لـ ميشيل أوباما، زوجة الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أورباما، وجوده فى قائمة الكتب الأكثر مبيعا التى تصدرها صحيفة نيويورك تايمز بشكل أسبوعى، وحافظ الكتاب على وجوده لمدة 77 أسبوعا.. فلماذا حدث ذلك؟
الكتاب الذى صدر فى نوفمبر من عام 2018، نجح منذ بدايته، فقد تمت ترجمته إلى 30 لغة، واستطاع أن يبيع 1.4 مليون نسخة فى الأسبوع الأول فقط، وفى نهاية العام كانت 3 ملايين نسخة قد عرفت طريقها إلى المكتبات، وفى شهر مارس بعد صدور النسخة الصوتية حقق الكتاب مبيعات بـ 10 ملايين دولار.
نجح الكتاب لأن ميشيل أوباما تحدثت عن حياتها الشخصية وعن أوباما الزوج وعن بناتها، وأشارت إلى السياسة، كذلك لأن الناس فى المجمل، وخاصة المثقفين، لم يتقبلوا ترامب الرئيس الجديد، وربما تمت قراءة مذكرات ميشيل نكاية فيه.
ماذا تقول ميشيل أوباما فى مذكراتها؟
أوردت ميشيل أوباما فى مذكراتها الصعوبات التى واجهتها فى العمل، وعدم اهتمامها بالسياسة، إلى جانب رفضها مسامحة دونالد ترامب على طعنه فى وطنية زوجها باراك أوباما.
وتأتى مذكرات ميشيل أوباما فى 426 صفحة، منشورات بارنز أند نوبل، وتوظف المذكرات موقع أوباما التاريخى، بوصفها أول سيدة أولى سوداء فى الولايات المتحدة، وتكتب صاحبتها عن الجوانب العمومية لقصتها والمساحة المتميزة التى تحتلها بوصفها الوحيدة من بين نزيلات البيت الأبيض، التى أعلنت أن أحد أجدادها كان عبدًا.
تتحدث ميشيل أوباما فى الكتاب عن علاقتها المعقدة مع عالم السياسة الذى حقق لها الشهرة. لكن مذكراتها تبتعد عن النميمة وتسوية الحسابات، رغم أنها تكشف عن ازدرائها العميق لترمب، الذى تعتقد أنه هدّد أمن عائلتها، بترويجه قصة كاذبة عن مكان ولادة زوجها.
وتكتب ميشيل أوباما أن هذه الحكاية كلها “كانت جنونية ولئيمة لا يُخفى التعصب وكراهية الغرباء فى أساسها”، متسائلة ماذا لو صدقها مختل عقليًا، وتوجّه بمسدس محشو إلى واشنطن؟. ثم تضيف: “إن ترمب بتلميحاته الصاخبة والهوجاء كان يضع سلامة عائلتى فى خطر، ولهذا السبب لن أغفر له أبدًا”.
وتوزع ميشيل أوباما مذكراتها على ثلاثة أقسام: “أن أصبح أنا” و”أن نصبح نحن” و”أن نصبح أكثر”.
القسم الأول استكشاف اجتماعى لمدينة شيكاغو، حيث بدأ زوجها حياته السياسية، وأهلها ومؤسساتها، فى القسم الثانى، تتذكر علاقتها الرومانسية بزوجها وبناء عائلة معه، وبحثها عن وظيفة تحبها. ويبدأ هذا القسم بكلمات لم تقله سيدة أولى ذات يوم عن زوجها، بما فى ذلك العواطف المشبوبة التى أجّجها فيها.
القسم الثالث يغطى حياتهما كشخصيات عامة، بما فى ذلك رأيها بتركتها وإنجازاتها كسيدة أولى، وشعورها بالعيش تحت مجهر الصحافة والمراقبين على مدار الساعة. وحين شاركت فى الحملة لإعادة انتخاب زوجها فى عام 2012، شعرت بالخوف من الطرق التى كانت تُستخدم لنقدها ومن الأشخاص الذين كانوا يطلقون افتراضات عنها على أساس لون بشرتها.
وتروى ميشيل أوباما محطات حياتها منذ نشأتها فى شقة مكتظة فى شيكاغو إلى العيش فى قصر “له من الدرجات ما لا أستطيع عدَّه”، ومن اعتبارها أقوى امرأة فى العالم إلى استهدافها بوصفها “امرأة سوداء حانقة”. وتقول “كنتُ امرأة سوداء قوية، وكان هذا عند البعض لا يعنى إلا إنى امرأة غاضبة”.
تكون أوباما فى ذروة صراحتها عندما تكتب عن العقد الرابع من عمرها، وكيف ظلت حزينة على موت صديقة عزيزة وموت والدها الحبيب، وتتحدث بتفاصيل حميمة للمرة الأولى عن مصاعب الإنجاب التى واجهتها مع زوجها وكيف أنها أنجبت ابنتيها الاثنتين بالتخصيب الاصطناعى، وكيف عاشت أوقاتًا عصيبة بسبب مشكلة الخصوبة، فيما كان زوجها منهمكًا فى عمله تحت قبة المجلس التشريعى لولاية ألينوى.