الفلكيون الأوروبيون يرصدون ولادة نجوم بالقرب من الشمس
تعقب الفلكيون الأوروبيون لأول مرة مراحل أولى لتشكل نظام نجمى ثلاثى فى كوكبة “أوفيوتشوس” واستطاعوا رصد “أجنة” نجومه، ونشروا نتائج بحثهم العلمى فى مكتبة arXiv العلمية الإلكترونية.
وقالت أريا ماوريرا، عالمة الفيزياء الفلكية فى معهد “ماكس بلانك” للفيزياء خارج الأرض، “إن أرصادنا أكدت وجود 3 نجوم ناشئة داخل الجرم الفضائى المذكور، كما رأينا أقراصا صغيرة متكونة من الغبار والغاز تحيط بكل الأجنة، وتعتبر تلك التركيبات جزءا لا يتجزأ من سحابة أكثر تعقيدا متألفة من الغاز والغبار“.
ويرى الفلكيون أن غالبية النجوم فى درب التبانة تعتبر جزءا من الأنظمة النجمية الثنائية أو الثلاثية، بما فيها 3 نجوم تقع بالقرب المباشر منا، وهى بروكسيما سنتورى، وريجيل سنتورى وتوليمان التى تشكل نظام “ألفا سنتوري” الثلاثي، حسب روسيا اليوم.
واعتقد العلماء إلى حد الآن أن كل النجوم تتشكل فى عزلة عن نجوم أخرى، ثم تندمج معها وتشكل أنظمة ثنائية او ثلاثية بتأثير قوى الجاذبية، إلا أن الأرصاد الفلكية اللاحقة أكدت أن كل النجوم المزدوجة عمليا تتشكل فى وقت واحد داخل سحب الغبار والغاز أو بالاحرى داخل كتل ضخمة من المادة.
وأثار هذا الاكتشاف نقاشات علمية كثيرة بشأن احتمال نشوء كواكب قد تصبح مأهولة فى المستقبل فى تلك الظروف القاسية.
وتعد تلك المسألة مهمة جدا من ناحية احتمال ولادة الحياة فيها، مع العلم أن النجوم المزدوجة و الأنظمة النجمية الثلاثية عبارة عن ظاهرة منتشرة فى الكون.
واتخذت، أريا ماوريرا وزملاؤها خطوة هامة نحو حل تلك المشكلة والإجابة عن سؤال حول احتمال ولادة الحياة داخل الأنظمة النجمة الثنائية والثلاثية.
ورصد العلماء فى معهد “ماكس بلانك” فى إطار بحوثهم العلمية نظام IRAS 16293-2422 النجمى حديث الولادة الذى يبعد عن الأرض مسافة 460 سنة ضوئية فقط وذلك باستخدام تلسكوب ALMA العامل بالموجات المايكروية.
واتضح أن النظام النجمى المذكور لا يتكون من نجمين، كما اعتقد سايقا، بل يتألف من 3 نجوم. وتعادل كتلة نجم أول كتلة شمسنا. اما كتلة نجم آخر فتزيد عن كتلة الشمس بمقدار 1.4 مرة وتبلغ المسافة التى تفصل بينهما المسافة بين الشمس وكوكب بلوتو.
واكتشف العلماء أن كل نجم يحيط به قرص من الغاز والغبار سيتحول مستقبلا إلى كواكب. وإنهم يعتقدون أن هذا النظام النجمى الثلاثى سيصبح بعد ملايين السنين مثيلا تاما لنظام “ألفا سنتوري” النجمى بصفته أقرب نظام نجمى من المنظومة الشمسية.