المعبودة المرضعة.. كيف احتفت الحضارات القديمة بالأم وطفلها
منذ القدم صنع الإنسان البدائى فى العصر القديم تماثيل طينية للإلهة الأم تبرز مناطق خصوبتها، كما ظهرت منذ مطلع الألف الثامن قبل الميلاد وضعية أصبحت كلاسيكية وهى وضعية الإلهة الأم ممسكة بثدييها العاريين، وعظمت الحضارات المختلفة دورها كمرضعة، من خلال تماثيل أو لوحات تبرز إرضاع الإله، ونجد الحضارات المصرية القديمة والحضارة الهندية والإغريقية ثمة تشابه كبير فى تجسيد الإله وهو طفل صغير يرضع من أمه.
تظهر النقوش وبعض التماثيل الفرعونية القديمة الإلهة المصرية القديمة إيزيس وهى ترضع طفلها الإله حورس، وفي نصوص الأهرام تظهر أهمية إيرس الرئيسية للملك في كونها أحد الآلهة التي تحميه وتساعده في الحياة الآخرة، نمت أهميتها في الفكرة الملكية في المملكة المصرية الحديثة، تظهر نقوش المعابد من هذه الفترة الملك وهو يرضع من ثدي إيزيس، فلم يقم لبنها فقط بشفاء ابنها، بل رمز إلى حقه الإلهي في الحكم. أكدت الفكرة الملكية بازدياد على أهمية الملكات كنظائر أرضية للإلهات والتي خدمت كزوجات للفرعون وكأمهات لوريث عرشه، في البداية كانت حتحور أهم هذه الإلهات، كنظير أنثوي لرع وحورس، والتي تم تصويرها فنيا على تيجان الملكات، لكن بسبب ارتباطها الأسطوري مع الملكات، أخذت إيزيس أيضا نفس الألقاب والحقوق في كونها ملكة بشرية.
ياسودا ترضع كريشنا
تتحدث النصوص المقدسة للتقاليد الهندوسية عن طفولة كريشنا، التى رضعت من قبل والدته بالتبني ياسودا بعد استبدالها بطفلها الوليد، هناك حلقات يروى فيها كيف رضته والدته كطفل ، مثل هذا الجزء من “Songbook Vaisnava” المقدس (سري داموداراستاكا)، و بحسب الأسطورة فإن أبوه هو الملك (فاسوديفا VasuDeva) ومرضعته / مربيته كانت تدعى (ياسودا Yashoda)، لكنه ولد فى غار / كهف بحالة من الذل والفقر وعرفت البقرة أن كريشنا إله فسجدت له وآمن الناس بكريشنا و اعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من “صندل”.
عشيره
عشيرة
عشيرة إلهة البحر في أساطير الشرق القديم، أم الإلهة والدة عشتار، كانت فى القديم الإلهة الأم ورفيفة إل “EL ” وأم السبعين إلها، بما فيهم الإله بعل، وتبدو خصما ليهوه الإله العبراني فى العهد القديم، وتبدو أشيرا في بعض النصوص القديمة على أنها صورة أخرى من الأم العظمی (الإلهة عشتار)، إلى جانب كونها مرضعة وأماً للآلهة فقد لعبت عشيرة دور مرضعة أمراء السلالة الحاكمة في أوغاريت، وبهذه الصفة يظهرها نحت بارز واقفةً بكل جلالها وأمامها أميران يشرئبان لمص الحليب من ثدييها.