الأدب

منازل المسلمين تحولت لمقابر.. كيف كان الناس يدفنون موتاهم فى زمن الأوبئة؟

أصبح من الأسئلة الأكثر شيوعا بين الناس عن كيفية دفن موتى الأوبئة، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، وتسببه فى وفاة الآلاف حول العالم، وهل دفنهم يكون بالطرق التقليدية حسب كل شريعة أن تختلف فى زمن الوباء.
 
دولة مثل الصين أعلنت حرق جثث ضحايا فيروس كورونا الجديد بالقرب من مكان وفاتهم، فى محاولة منهم للسيطرة على المرض الذى بدأ ينتشر بشكل مخيف وينتقل من دولة لأخرى عبر دول العالم، وهو ليس بالفعل الجديد، فى العالم قديما كانت له طرق مختلفة للتخلص من ضحايا الأوبئة منها:
 
 

المسلمون حولوا منازلهم إلى مقابر لضحايا الأوبئة

 
ذكر كتاب “الطاعون في العصر الأموي: صفحات مجهولة من تاريخ الخلافة الأموية” أن الطاعون الذى ضرب المدينة وبعض مناطق الدولة الأموية سنة 64 هجريا/ 683م، كان الناس فى بداية الوباء، كما فى العادة، إلا أن بسبب وفرة عدد الموتى أيام الوباء، وجدت صعوبة فى إيجاد من يتكفل بهم من تجهيز وتكفين وحفر للقبور.
 
 
وأوضح الكتاب أن بعض الناس لجأوا فى الطواعين الجارفة إلى حل عملى، تمثل فى تحويل الدور إلى قبور بسد أبوابها ومنافذها بالطين على أسر كاملة هلك أفرادها جميعهم فى الوباء، وعند ارتفاع الطاعون كان الناجون يقومون بفتح تلك الدور ودفن رفات المتوفين، وتسليم الممتلكات إلى وارثيها إن وجدوا.
 
 

مقابر جماعية فى القرن الرابع عشر لموتى الطاعون

 
أكد تحليل مقبرة جماعية من العصور الوسطى تم اكتشافها فى دير ثورنتون لينكولنشاير، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر أن 48 شخصا كانوا داخلها، لقوا حتفهم خلال الموت الأسود فى المملكة المتحدة.
 
ويوصف هذا الاكتشاف بأنه مهم على الصعيد الوطنى لأنه يوفر رؤية جديدة لكيفية تأثير الوباء القاتل على المجتمعات الريفية، وأدى الموت الأسود، المعروف أيضا باسم الطاعون الدبلى، إلى وفاة نصف سكان إنجلترا، عندما حدث بين 1348 و1349، حسب ما جاء فى موقع روسيا اليوم ناقلة عن ذى صن، ولسوء الحظ، لا يوجد الكثير من الأدلة الأثرية من هذه الفترة الزمنية، لذلك تعد المقبرة الجماعية لدير ثورنتون اكتشافا فريدا من نوعه.
 
 

الدفن فى أرض الكنيسة

 
اعتاد سكان لندن فى العصور الوسطى أن يدفنوا الموتى حول السكان، وبينما كانت الكنيسة المسيحية مركز الحياة الثقافية، دُفن الناس على أرض الكنيسة، وكان يتم دفنهم في حفر ملفوفة في أكفان فقط وأطلق على مرض الطاعون الموت الأسود، وما ساهم فى انتشار المرض حينها أنهم كانوا يدفنون الموتى فى مقابر بالقرب من الأحياء.
 
 

ضحايا الإنفلونزا الإسبانية

 
وفقًا لكتاب جون باري The Great Influenza سافر الفيروس عبر أوروبا وبحلول أكتوبر من عام 1918، كانت المدن الأمريكية الكبرى تطبق حظرًا شاملاً على جميع التجمعات العامة وكذلك حظراَ على عمليات الدفن، ووفقا لدراسة أجريت عام 2000 من قبل مونيكا شوتش سبانا في مجلة الأمراض المعدية السريرية:
 
“في ذروة وباء الإنفلونزا الإسبانية، حصدت الوفيات العديدة والسريعة حفاري القبور والذين يقومون بدفن الموتى.. وبقيت الجثث بلا دفن في المنزل بينما كان الأقرباء يبحثون عن شخصاً ليدفن موتاهم ولا يجدونه، ومع توقف عملية التخلص من الجثث، تزايد حجم الجثث في المدينة والمستشفيات، وهو ما ساهم فى انتشار العدوى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *