الأدب
“ألأن وجهى أسود ولأن وجهك أبيض سميتنى عبدا”.. اسمع ما يقوله محمد الفيتورى
نتذكر معا، فى ظل الأحداث الجارية فى أمريكا وكثير من بلدان العالم ضد العنصرية والتى اندلعت بعد مقتل “جورج فلويد” على يد ظابط أمريكى، قصيدة “إلى وجه أبيض” للشاعر الأفريقى الكبير محمد الفيتورى (1936 -2015).
ألأن وجهى أسود
ولأن وجهك أبيض
سميتنى عبدا
ووطئت إنسانيتي
وحقرت روحانيتي
فصنعت لى قيدا
وشربت كرمى ظالما
وأكلت بقلى ناقما
وتركت لى الحقدا
ولبست ما نسجت خيوط مغازلي
وكسوتنى التنهيد والكدا
وسكنت جنات الفراديس
التى بيدى نحت صخورها الصلدا
وأنا.. كم استلقيت فى كوخ الدجى
أتلفح الظلمات والبردا
كالشاة.. أجتر الكآبة
عاقداً حولى دخان تفاهتى عقدا
حتى إذا انطفأت مصابيح السما
وانساب نهر الفجر ممتدا
أيقظت ماشيتى الهزيلة
وانطلقت أقودها لمراحها قودا
فإذا سمن نعمت أنت بلحمها
ونبذت لى الأمعاء والجلدا!
…..
لا يا أخي.!
إن التهاب مشاعرى هيهات بعد اليوم أن يهدا
هيهات
لم أخلق عليها بومة
تقتات بالديدان أو قردا
أنا كائن وأمى وأمك طينة
والنور ليس لأينا جدا
فإلام تحرمنى حقوقي؟
بينما تلقى السعادة أنت والرغدا
وإلام تستعلى بأنفك سيدا؟
وأنا أطأطئ هامتى عبدا
….
إنى صحوت..
صحوت من أمسي
وذى فأسى تهد قبوره هدا
سأكون نارا.. فالحياة تريدنى نارا
وأرقص فوقها رعدا..
فاخلع براقع كبريائك..
إننى أسكنت جيفة ذَلتى لحدا
واضمم يديك إلى يدي
نشدْ معا صرح المحبة بيننا شيدا
……
إنى أخوك فلا تعق أخوتي..
فتزيد بركانيتى وقدا..
إياك.. لا تبذر بذور عداوتي
فتعود تحصد شوكها حصدا
إياك لا تزرع حقولك عوسجا
إنى زرعت حقوليَ.. الوردا
…..