الأدب

المكوجى الرجل.. مهنة قديمة اشتهرت فى الأفلام العربية تحارب الاندثار

تعد مهنة مكوجى الرجل، أحد المهن قديمة التى اندثرت الآن، والتى لم يكن يمارسها إلا ذات الجسد القوى، فكان مكوجى الرجل يقوم بتسخين المكواة، وتمريرها على الملابس مع الإمساك بذراعها الطويلة التى تاخذ شكل منحنى، والتحكم بقدمه فى الآلة الثقيلة، وكان يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه.

وبحسب الباحثين كان أول من ابتكر مكواة الرجل هم الصينيون فى القرن الرابع الميلادى ثم انتقلت الفكرة إلى أوروبا وظلت تتطور الفكرة حتى وصلت إلى شكل المكواة الحديثة بالكهرباء والتى إبتكرها الأمريكى هنرى سيلى عام 1882م.

وتعتمد مهنة مكوجى الرجل على أدوات بسيطة وهى مكواة حديدية ثقيلة الوزن تأخذ شكل المثلث ذات ذراع طويلة ويفضل ألا يقل طولها عن 50 سم ووزنها عن 30 كيلو جرام ليسهل على المكوجى الضغط عليها بقدمه والحصول على نتيجة متميزة فى كى الملابس لاسيما الصوف بينما الحرير يفضل فى كيه استخدام مكواة صغيره بحجم كف اليد وأى مكوجى لابد أن يكون فى محله أكثر من مكواة وهناك أيضا البنك الخشبى وهو ألواح خشبية سميكة يتم تثبيتها فى منتصف المحل وتغطيتها بقطعة من القماش الأبيض وتستخدم كمسند يتم وضع قطع الملابس المراد كيها عليه، وهناك أيضا الذراع وهى قطعه خشب يتم وضعها فوق المكواة ليضع عليها المكوجى رجله أثناء الكى ووظيفتها أنها تحول دون إحتراق قدم المكوجى.

ولعل مهنة المكوجى الرجل، واحدة من أكثر المهن تواجد فى الأفلام المصرية القديمة، عندما كانت جذابة تشكل حضوراً متميزاً فى حياة الناس اليومية، حيث كان “صبى” المكوجى يتردد على البيوت لتسليم الملابس التى تم تنظيفها وكيها.

والمكوجى من أقدم الحرف الموجودة  فى مصر منذ عشرات السنين ولكن بمرور الوقت وبتطور التكنولوجيا ظهرت أشكالا أخرى للمكواة حتى تخلى المكوجية عن “المكواة الرجل” لأنها تكلف الصنايعى الكثير من الوقت والجهد، الأمر الذى دفعهم للعمل وفق تطورات العصر، والعمل بـ”المكواة البخار” لعدة أسباب أهمها السرعة، وما تقدمه من تقليل الجهد العضلى.

الآن ومع التقدم التكنولوجى الكبير فى آلات الكى، التى  توفر الوقت والمجهود، أصبحت المهنة مقتصرة على بعض شيوخها الذين لايزالون متمسكون بمهنتهم العريقة، بعدما دخلت ألى الكى بالبخار، وآلات أخرى أكثر حداثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *