هل كان بنو إسرائيل عبيدا فى مصر؟ بعد ادعاءات بناء العبيد للأهرامات
دعا عدد من النشطاء البريطانيين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تدمير الأهرامات؛ بحجة أنها بنيت بالسخرة، على غرار تدمير تمثال تاجر رقيق بريطانى يدعى إدوارد كولستون، في مدينة بريستول البريطانية وإلقائه في نهر إيفون، وكتب عدد من رواد موقع “تويتر” تغريدات علقوا فيها على تدمير تمثال كولستون، الذي يُقال إنه ساهم في نقل 80 ألف شخص من أفريقيا إلى الأميركيتين، إن المحطة التالية يجب أن تكون “تدمير الأهرامات، التي بناها العبيد بالسخرة”، مشيرين إلى أن “تدميرها يحتاج إلى مشاركة عدد كبير من الناس نظراً لضخامة حجمها”.
ولعل هذا يأتى مع المزاعم الإسرائيلية الدائمة على أن اليهود كانوا عبيدا فى مصر، وأنهم هم بناة الأهرام الحقيقيين، وهو الأمر المثار للجدل، دائما، لكن يبقى السؤال هل كان اليهود حقا عبيدا فى مصر؟.
سنكتفى فى الرد على المزاعم اليهودية بأن اليهود هم بناة الأهرامات بما ذكره الكاتب الإسرائيلى جوش منتز فى مقال نشر فى صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، فى أبريل عام 2017، أوضح فيه أن تاريخ العبودية الذى أشارت إليه التوراة يأتى بعد 300 سنة من تاريخ انتهاء بناء الأهرامات المتواتر، وأسس على ذلك أنه لا يمكن أن يكون اليهود هم بناة الأهرامات.
أما عن حياة أحفاد سيدنا يعقوب فى مصر، فقد أكد الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، أن فرعون نفسه تزوج من بني إسرائيل “آسيا بنت مزاحم” فلم يكن هناك حرج من التعامل مع بنى إسرائيل فى الزواج منهم أو اعتماد المربيات، واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بقوله – تعالى- “يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ” ( سورة البقرة: الآية 49)، أي يجعلونهم أحياء للخدمة أو للزواج أو للصناعة، فبنو إسرائيل كان يهتمون بالزراعة ويتعلمونها من المصريين، وكذا صناعة الحلي.
ويرى مفتى الديار المصرية السابق، أن بنى إسرائيل فى مصر كانوالا يتزوجون سوى من بعضهم البعض بجانب أن هيئتهم وشكلهم كان مختلفا عن المصريين.
وهو ما يتفق معه أيضا كتاب تاريخ اليهود القديم بمصر، فيشير إلى أن بنى إسرائيل كانوا من قَبل نزول التوراة يُخالفون المصريين في عبادتهم.
ويبدو أن اليهود عانوا فقط خلال فترة تولى فرعون الخروج حكم مصر، خاصة بعدما أذاع العرافون أمرا حول أن طفلا من بنى إسرائيل سيأخذ منه الحكم، فأمر بقتل جميع الأطفال، لكن ذلك توقف بعد غرق فرعون.
ويتفق الدكتور عبد الرحمن مرعى فى كتابه “أهل الكتاب في القرآن الكريم” أن بنى إسرائيل دخلوا مصر أيام الهكسوس وعاشوا حياة كريمة وداموا على هذا الحال لمدة قرن من الزمان، قبل ان يعانوا ويعملوا عبيدا فترة حكم فرعون، حتى ظهر موسى وحررهم من عبودية فرعون.
وبالعودة إلى الدكتور على جمعة، فقد أكد أن سبب هروب سيدنا موسى من مصر بعد قتله لأحد المصريين هو الخوف من تحول الحال إلى جريمة سياسية جنائية بين بنى إسرائيل والمصريين بعد تحذير الرجل المؤمن له .