يبدو أن مقتل المواطن الأمريكى “جورج فلويد” قد أغضب الكثيرين بالفعل، ومن هؤلاء الفنان الأمريكى الكبير “بوب ديلان” الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب، الذى علق مؤخرا على الحادث فى مقابله نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”.
وربما الجملة الأخطر فيما قاله بوب ديلان، ابن المنطقة نفسها التى وقعت فيها الحادث، فهو من مواليد ولاية مينيسوتا الأميركية، وذهب إلى جامعة مينيابوليس، أنه شعر بالإعياء عندما شاهد الضابط الأبيض يضغط بركبته على عنق “جورج فلويد” حتى الموت، ووصف بوب ديلان الأمر بأنه “يتجاوز الفظاعة، وآمل أن تحصل عائلة فلويد والأمة على العدالة فورا”.
ولد بوب ديلان فى 24 مايو 1941، وصدرت له ترجمة عربية لكتابه (أخبار الأيام) قام بها عبد الوهاب بو زيد وصدرت عن “كلمات”، وهو الكتاب الوحيد الذى كتبه بوب ديلان، المعروف بكتابة أغانيه بنفسه طوال خمسين عامًا، فكان سبب منحه نوبل هو أنّه فيما كتبه من أشعار غنائيّة “ابتكر تعابير شعريّة جديدة داخل التقاليد الغنائيّة الأمريكيّة العظيمة”.
أطلق على بوب ديلان فى الستينيات صوت الجيل الجديد، فكان المتظاهرون الأمريكيون للمطالبة بحقوق الناس والكفّ عن الحرب، يرفعون كلماته عاليًا فى وجه الأنظمة، لقد كتب أغانى تحمل فى عمقها إشارات فلسفيّة وشعريّة، وهمومًا ثقيلة اجتماعيّة وسياسيّة، وروحًا قطّرها من أرواح سابقيه من مغنّى البلوز والروك-آند-رول والكنترى والجاز والفولك، والشّعراء الكبار أمثال تى إس إليوت، وإدغار آلان بو، وبودلير، والقاصّين مثل هوغو، وبلزاك، وغوغول. لقد أصدر أسطوانة كاملة مستوحاة من قصص تشيخوف.
تبدأ مذكرات ديلان فى مدينة نيويورك عام 1961، ويمكن التوقف عند مرحلة من حياة بوب ديلان كان فيها مطربا شعبيا يقول: أحد المغنين الذين تقاطعت سبلنا معا كثيرا “ريتشى هيفنز”، كان يصحب معه دائما فتاة جميلة تمرر القبعة. وقد لاحظن أنه كان يجمع كثيرا من المال دائما، أحيانا كانت الفتاة تمرر قبعتين. إذا لم تكن لديك حيلة ما فلن يلحظ أحد وجودك، وذلك أمر ليس بالجيد.
