تاريخ العنصرية..مظاهرات وتخريب فى “هارلم” 1943 بسبب إطلاق نار على جندى أسود
كانت الولايات المتحدة، فى عام 1943، التى شاركت بشكل كبير فى القتال ضد النازية والفاشية فى الحرب العالمية الثانية، تعيش أيضا صراعا فى الداخل، حيث واجه الأمريكيون السود فى جميع أنحاء البلاد التفرقة والتمييز والصعوبات الاقتصادية.
وشهدت “هارلم” وهى منطقة احتفلت بوجود عدد كبير من الفنانين والعلماء السود، تحولًا ديمغرافيًا دراماتيكيًا فى العقود التى سبقت الحرب العالمية الثانية، ووفقًا لبيانات التعداد السكانى، فى عام 1910، كان السود يمثلون 10% من سكان وسط هارلم، بينما يشكل البيض 90%، بحلول عام 1940 وبعد أن هاجر ملايين السود من الجنوب من أجل حياة أفضل فى الشمال انقلبت الأرقام.
ارتفع عدد سكان وسط هارلم السود إلى 89%، بينما انخفض السكان البيض إلى 10%، ومع ذلك، ظلت غالبية الشركات فى هارلم مملوكة للبيض وأصبحت فرص العمل والإسكان للأمريكيين السود قاتمة باستمرار، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
المشاجرة فى فندق برادوك تؤدى إلى إطلاق نار
وفى مساء يوم 1 أغسطس 1943 ، انفجرت الأحداث بسبب الاضطهاد العرقى فى هارلم فى بهو فندق برادوك الواقع على شارع ويست 126 ستريت
فى تلك الليلة ، دخلت امرأة سوداء تدعى مارجورى وأعلنت أنها غير راضية عن غرفتها، وطلبت غرفة أخرى، لكنها أيضًا لم تلبى معاييرها، فطلبت منها إدارة الفندق دفع “أكثر” لاختيار غرفة أخرى لكنها رفضت.
وبحسب ما ذكر جيمس كولينز، وهو ضابط بوليس أبيض قام بدورية فى الفندق، أنه حاول أن يعتقل مارجورى بسبب سلوكها غير المنضبط، وتدخلت “فلورين روبرتس” وهى ضيف فى الفندق، وعندما وصل نجلها، روبرت باندى، وهو جندى فى وحدة الشرطة العسكرية 703 فى جيرسى سيتى، إلى الفندق ليأخذ والدته رأى المشاجرة وتدخل.
وذكر تقرير الشرطة الرسمى أن باندى هدد وهاجم كولينز ، الذى أطلق النار على باندى فى ذراعه بعد محاولته الفرار، ومع ذلك، ذكر باندى أنه تدخل ودفع كولينز بشكل مهذب ليتوقف، وبعدها أطلق عليه كولينز النار، وجاءت الشرطة إلى مكان الحادث وتم نقل الرجلين إلى المستشفى.
الشائعات تجتاح هارلم
وانتشرت شائعات بأن ضابط شرطة أبيض أطلق النار على باندى وقتله، فى حين أنه عولج من جرح سطحى، وتجمعت حشود من سكان هارلم، غير مدركين للحقيقة، كانوا غاضبين من أن دورية بيضاء قتلت جنديًا أسود، وكان هناك شعور بالإحباط من حيث أن الأمريكيين السود كانوا يقاتلون ويموتون للفوز فى حرب من أجل الوطن فى الخارج، بينما ظلت العنصرية دون رادع فى الولايات المتحدة.
أدى عدم المساواة المنتشر إلى زيادة الإحباط والنهب
نزل الناس إلى الشوارع ، وقاموا بنهب الممتلكات وتخريبها، وشكلت مدينة هارلم ريوت 1943 نقطة تحول، وذلك عندما عبر السود عن غضبهم على ظروفهم من خلال مهاجمة الممتلكات، وهو تمثيل آخر لعدم المساواة فى مجتمعهم .
وقدر حجم الأضرار فى أعمال الشغب بما يصل إلى مئات الآلاف فى عام 1943 ، مع تدمير معظم الأعمال المملوكة للبيض.