حدث فى فلادلفيا..الأثرياء يفرون من المدينة و”السود”يهتمون بمرضى الوباء 1793
أصيب آلاف من سكان فيلادلفيا، خلال صيف عام 1793، بمرض مروع حيث أصيب أغلبية الناس بالحمى والقشعريرة، وأصبحت بشرتهم صفراء، وشعروا بآلام فى المعدة، وقىء مشوب بدم أسود، وبحلول نهاية أغسطس، ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يموتون من هذا البلاء الغامض، كان السكان الأغنياء يفرون بأعداد كبيرة، وفى غضون ذلك ظل الناس أصحاب البشرة السوداء فى المدينة وتم تجنيد الكثير منهم للمساعدة فى رعاية المرضى.
وكتب وزير الخارجية توماس جيفرسون فى سبتمبر 1793 عن الوباء قائلا:”يطلق عليه الحمى الصفراء، ولكنه لا يشبه أى شىء يعرفه أو يقرأه الأطباء”، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع “هيستورى”.
جدل حول أسباب الحمى الصفراء
لم يكن أحد، فى ذلك الوقت، يعرف سبب الحمى الصفراء، أو كيف انتشرت، ويعتقد البعض أنه تم إحضارها إلى فيلادلفيا بواسطة سفينة تحمل لاجئين فرنسيين من سانتو دومينجو (هايتى الآن)، ويعتقد البعض الآخر بما فى ذلك الطبيب الرائد فى المدينة، الدكتور بنيامين راش – أنها نشأت فى الظروف الصحية السيئة والهواء الملوث فى المدينة نفسها.
وسعت مدينة فيلادلفيا فى عام 1793 بشدة لتجنب الإصابة به، وبدأوا فى الحفاظ بالتباعد الاجتماعى وتجنب المصافحة، وقاموا بتغطية وجوههم بمنديل مغموس فى الخل، الذى اعتقدوا أنه سيمنعهم من تنفس الهواء الملوث.
الأثرياء يخرجون من المدينة
أما عن الخروج من المدين فالذين لديهم الوسائل للمغادرة فعلوا ذلك، بما فى ذلك الرئيس جورج واشنطن، الذى عاد إلى منزله فى ماونت فيرنون، وأصيب ألكسندر هاميلتون بالحمى الصفراء فى وقت مبكر من الوباء، وغادر هو وعائلته المدينة إلى منزلهم الصيفى على بعد أميال قليلة.
وسرعان ما مرضت زوجة هاملتون، إليزا، وتم نقل أطفالهم إلى منزل والدى إليزا فى ألبانى فى نيويورك، وتعافى كلاهما تحت رعاية الدكتور إدوارد ستيفنز.
المجتمع الأسود يرعى المرضى فى مدينة فيلادلفيا بالمجان
كان الآباء يفرون من أطفالهم بمجرد أن يصابوا، وفى كل غرفة تدخلها لا ترى أى شخص سوى رجل أسود أو امرأة منفردة بالقرب من المرضى”، وخلال عام 1793 كثير من الناس ألقوا والديهم إلى الشارع بمجرد أن اشتكوا من صداع.
ويرجع جزء من بقاء السود إلى اعتقاد الأطباء بأن أصحاب البشرة البيضاء، أن الأمريكيين من أصل أفريقى فى مأمن من الحمى الصفراء بسبب الاختلافات البيولوجية المفترضة على أساس العرق.