لماذا أطاح المحتجون الأمريكيون بتمثال كريستوفر كولومبوس؟
ضمن إطار المظاهرات المتواصلة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، شن المحتجون ضد العنصرية حربا بلا هوادة على تماثيل المستكشف الإسباني المشهور من أصول إيطالية كريستوفر كولومبوس، وفي الأيام الأخيرة، أطاح متظاهرون بتمثالى كولومبوس فى مدينتي ريتشموند (ولاية فرجينيا) وسانت بول (مينيسوتا)، فيما تعرض تمثيلان آخران لأعمال تخريبية في بوسطن وميامي.
وفي مدينة كامدن بولاية نيوجيرسى، قررت السلطات المحلية إزالة تمثال المستكشف الإسباني في متنزه وسط المدينة، قبيل مظاهرة مقررة فيه أواخر الأسبوع الجاري.
وذكر عمدة المدينة، فرانك موران، في بيان له بحسب” روسيا اليوم” أن تمثال كولومبوس كان يعد على مدى وقت طويل رمزا مثيرا للجدل وكان يستدعي الألم لدى السكان المحليين.
وأشار العمدة إلى أن الدعوات قد وجهت في السابق لإزالة التمثال لأنه “لم يعد يحظى بتأييد المجتمع المحلي”، مشددا على أن هذه الخطوة نضجت منذ زمن والآن حان الوقت لإعداد خطة لمراجعة “رموز التفرقة العرقية والظلم التي عفى عليها الزمن”.
ويرى المتظاهرون الأمريكيون في كولومبوس المعروف باكتشاف العالم الجديد شخصا مهد طريقا لقمع الشعوب الأصلية في القارة الإفريقية. وقالت امرأة من سكان كامدن في حديث لقناة CBS إن كولومبوس يمثل للأمريكيين ذوي البشرة السمراء رمزا لـ”الاستعمار والاغتصاب”، متسائلة بسبب عدم استبدال تمثاله بتمثال أي شخص معروف من أصول إفريقية.
من جانبها، أعربت جاليات إيطالية في الولايات المتحدة ، مثل جماعة “أبناء إيطاليا”، عن قلقها إزاء إزالة تماثيل كولومبوس، مشددة على ضرورة عدم نسيان إسهامه في هذه البلاد. وكانت عدة دول شهدت في الآونة الأخيرة حوادث ضمن إطار حملة موجهة ضد تماثيل شخصيات ورموز لديها علاقة بممارسة العنصرية وتسهيل العبودية.
وانطلقت هذه الحملة في مدينة بريستول البريطانية حيث حطم متظاهرون تمثالا لتاجر العبيد إدوارد كولستون، أحد تجار الرقيق في القرن السابع عشر، لتمتد لاحقا إلى بلجيكا حيث تم تشويه تمثال الملك السابق ليوبولد الثاني المعروف باستعماره الكونغو واستغلال شعبها، بالإضافة إلى حوادث مماثة في السويد.